تأكيد الحث على الجهاد بالتزهيد في الدنيا
(إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨))
الإعراب :
(إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا .. يَسْئَلْكُمُوها) : فعل يتعدى إلى مفعولين ، فالأول «كمو» والثاني : «ها» و (فَيُحْفِكُمْ) مجزوم بالعطف على (يَسْئَلْكُمُوها) و (تَبْخَلُوا) مجزوم ، لأنه جواب الشرط ، و (يُخْرِجْ) مجزوم بالعطف على (تَبْخَلُوا).
(ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ ها) : للتنبيه ، و (أَنْتُمْ) : مبتدأ ، و (هؤُلاءِ) : موصول بمعنى الذين : خبر ، وصلته : (تُدْعَوْنَ) أي أنتم الذين تدعون ، أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون ، ثم استأنف وصفهم ، فقال : تدعون لتنفقوا ..
(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) معطوف على : (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا).
(ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) يجوز العطف على جواب الشرط بالواو والفاء وثم بالجزم كما هنا ، وبالرفع مثل : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [آل عمران : ٣ / ١١١].
البلاغة :
(الْغَنِيُ) و (الْفُقَراءُ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) أي الاشتغال فيها (لَعِبٌ وَلَهْوٌ) لا ثبات لها ، واللعب : كل ما لا منفعة فيه في المستقبل ، ولا يشغل عن مهامّ الأمور ، فإن شغل عنها فهو اللهو ، ومنه آلات الملاهي ،