فضائل صلح الحديبية على النبي صلىاللهعليهوسلم
(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢) وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً (٣))
الإعراب :
(لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) لام «يغفر» متعلقة بقوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) وهي لام «كي» وهي حرف جر ، وإنما حسن دخولها على الفعل ، لأن «أن» مقدرة بعدها ، ولهذا كان الفعل بعدها منصوبا ، وأن مع الفعل في تقدير الاسم ، فلم تدخل في الحقيقة إلا على اسم.
(وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) تقديره : إلى صراط مستقيم ، فلما حذف حرف الجر ، اتصل الفعل بقوله : (صِراطاً) فنصبه.
البلاغة :
(ما تَقَدَّمَ وَما تَأَخَّرَ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) الفتح في أصل اللغة : إزالة الأغلاق ، والفتح في باب الجهاد : هو الظفر بالبلد عنوة أو صلحا ، بحرب أو بغيره ، لأن البلد قبل ذلك منغلق ما لم يظفر به ، فإذا ظفر به وحصل في اليد فقد فتح : والمراد : قضينا لك بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك ، فتحا بينا ظاهرا. أو هو وعد بفتح مكة ، والتعبير عنه بالماضي للدلالة على تحققه وصيرورته في حكم الواقع.
والمراد بالفتح هنا في رأي الجمهور : هو صلح الحديبية (والحديبية بئر سمي المكان بها) وسمي هذا الصلح فتحا ، لأنه كان سببا لفتح مكة من قبيل المجاز المرسل بإطلاق السبب على المسبب. قال