وظائف النّبي صلىاللهعليهوسلم وفائدة بعثته ومعنى بيعته في الحديبية
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠))
الإعراب :
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) هذه المنصوبات الثلاثة منصوبة على الحال من كاف (أَرْسَلْناكَ) وهو العامل فيها ، كما عمل في صاحب الحال.
(يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) حال أو استئناف كلام جديد ، وهو مؤكد قوله : (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) على طريق التخييل والتمثيل ، ولا جارحة هناك.
البلاغة :
بين قوله : (مُبَشِّراً) و (نَذِيراً) وبين (نَكَثَ) و (أَوْفى) طباق.
(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) استعارة تصريحية تبعية ، شبّه المعاهدة على الجهاد بالأنفس بدفع السلع مقابل الأموال ، وأستعير اسم المشبّه به للمشبّه ، واشتقّ من البيع يبايعون ، بمعنى يعاهدون على دفع أنفسهم في سبيل الله ، فوجه الشّبه اشتمال كل على المبادلة.
(يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) استعارة مكنية ، شبه اطّلاع الله على مبايعتهم بملك وضع يده على أيدي رعيته ، وطوى ذكر المشبّه ، ورمز بشيء من لوازمه وهو اليد على طريق الاستعارة المكنية ، أي أن الله شبّه بالمبايع ، وذكر اليد قرينة ، وإسنادها له تخييل ، وفي ذكر اليد مع أيدي الناس مشاكلة.
المفردات اللغوية :
(شاهِداً) على أمتك في القيامة بتبليغ الرسالة ، لقوله تعالى : (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة ٢ / ١٤٣]. (وَمُبَشِّراً) بالثواب والجنة لمن أطاعك. (وَنَذِيراً) ومنذرا مخوفا