وهو ذروة سنام الإسلام ، وسبيل إلى جنان الخلد ، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، وهم في درجة الأنبياء والصدّيقين ، وحسن أولئك رفيقا.
جزاء أهل بيعة الرضوان
(لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩))
البلاغة :
(إِذْ يُبايِعُونَكَ) التعبير بصيغة المضارع المفيد للحال عن الماضي لاستحضار صورة المبايعة.
المفردات اللغوية :
(رَضِيَ) الرضى : ما يقابل السخط (عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) أهل الحديبية ، ورضياللهعنهم لمبايعتهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان عددهم على الأصح ألفا وأربع مائة (إِذْ يُبايِعُونَكَ) يبايعون الرسول صلىاللهعليهوسلم على أن يقاتلوا قريشا ، ولا يفرّون منهم ، ولا يخشون الموت (تَحْتَ الشَّجَرَةِ) هي سمرة (وهي شجرة الطلح أو السنط) (وَأَثابَهُمْ) كافأهم على عملهم.
(فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) علم الله ما في قلوبهم من الصدق والوفاء وإخلاص البيعة (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ) الطمأنينة والأمن وسكون النفس بالتشجيع أو الصلح (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) جازاهم على بيعة الرضوان بفتح خيبر ، بعد انصرافهم من الحديبية.
(وَمَغانِمَ كَثِيرَةً) أي وأثابهم أيضا مغانم خيبر يأخذونها ، وكانت خيبر ذات بساتين نخيل ومزارع ، قسمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أهل الحديبية المقاتلة ، فأعطى الفارس سهمين ، والراجل سهما (عَزِيزاً حَكِيماً) أي كان الله وما يزال غالبا قويا ، مراعيا مقتضى الحكمة في تدبير خلقه.
سبب النزول :
أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع قال :