طاعة الله تعالى والرسول صلىاللهعليهوسلم والتأدب في خطاب النبي صلىاللهعليهوسلم
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥))
الإعراب :
(كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) الكاف : في موضع نصب ، لأنها صفة مصدر محذوف ، تقديره : جهرا كجهر بعضكم. و (أَنْ تَحْبَطَ) : في موضع نصب : بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : لأن تحبط ، ويجوز أن يكون في موضع جر ، بإعمال حرف الجر مع الحذف.
(أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ .. أُولئِكَ) : إما خبر (إِنَ) ، أو مبتدأ ، وخبره (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) والجملة منهما خبر (إِنَ). ويجوز أن يكون (أُولئِكَ) صفة (الَّذِينَ) ويكون (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ..) خبر (إِنَ). و (مَغْفِرَةٌ) : إما مرفوع بالظرف ، أو مبتدأ ، والظرف خبر مقدم عليه ، وهذا أوجه.
(أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ أَكْثَرُهُمْ) : مبتدأ ، و (لا يَعْقِلُونَ) : خبره ، والجملة منهما خبر (إِنَ).
البلاغة :
(لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) استعارة تمثيلية ، شبّه حال الذين يبدون آراءهم أمام النبي صلىاللهعليهوسلم بحال من تقدم للسير أمام ملك أو حاكم عظيم ، وكان عليه أدبا أن يسير خلفه.