سبب النزول :
نزول الآية (٩):
(وَإِنْ طائِفَتانِ ..) : أخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وغيرهم عن أنس بن مالك رضياللهعنه : «أنه قيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا نبي الله ، لو أتيت عبد الله بن أبيّ ، فانطلق إليه على حمار ، وانطلق المسلمون يمشون ، وهي أرض سبخة ، فبال الحمار فقال : إليك عني ، فو الله لقد آذاني نتن حمارك ، فقال عبد الله بن رواحة : والله ، إن بول حماره أطيب ريحا منك ، فغضب لعبد الله رجل من قومه ، وغضب لكل واحد منهما أصحابه ، فوقع بينهم حرب بالجريد والأيدي والنّعال ، فأنزل الله فيهم : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ..)».
وقيل : كان النبي صلىاللهعليهوسلم متوجها لزيارة سعد بن عبادة في مرضه ، فمر على عبد الله بن أبي بن سلول ، فقال ما قال ، فرد عليه عبد الله بن رواحة ، فتعصب لكل أصحابه ، فتقاتلوا ، فنزلت ، فقرأها صلىاللهعليهوسلم ، فاصطلحوا ، وكان ابن رواحة خزرجيا ، وابن أبيّ أوسيا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السّدّي قال : كان رجل من الأنصار يقال له عمران تحته امرأة يقال لها أم زيد ، وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها ، وجعلها في علّية له ، لا يدخل عليها أحد من أهلها ، فبعثت المرأة إلى أهلها ، فجاء قومها ، وأنزلوها لينطلقوا بها ، واستعان الرجل بقومه ، فجاءوا ليحولوا بين المرأة وأهلها ، فتدافعوا وكان بينهم معركة ، فنزلت فيهم هذه الآية ، فبعث إليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأصلح بينهم وفاءوا إلى أمر الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : كانت تكون الخصومة بين الحيين ، فيدعون إلى الحكم ، فيأبوا أن يجيبوا ، فأنزل الله : (وَإِنْ طائِفَتانِ ..).