جزاء المتقين وأوصافهم
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (١٦) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩) وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣))
الاعراب :
(آخِذِينَ) حال من الضمير في حبر (إِنَ).
(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قَلِيلاً) إما صفة مصدر محذوف ، أي يهجعون هجوعا قليلا ، أو صفة لظرف محذوف ، أي كانوا يهجعون وقتا قليلا ، و (ما) زائدة ، ويجوز أن تكون (ما) مع ما بعدها مصدرا في موضع رفع على البدل من ضمير. كان و (قَلِيلاً) خبر كان ، وتقديره : كان هجوعهم من الليل قليلا. وقال السيوطي : يهجعون: خبر كان ، و (قَلِيلاً) ظرف.
(وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ ، وَفِي أَنْفُسِكُمْ آياتٌ) مبتدأ ، (وَفِي الْأَرْضِ) خبره. ولا يجوز أن يتعلق (فِي أَنْفُسِكُمْ) بقوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ) على تقدير : أفلا تبصرون في أنفسكم ، لأنه يؤدي إلى أن يتقدم ما في حيّز الاستفهام على حرف الاستفهام.
(فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ مِثْلَ) حال من الضمير في (حَقٌ) و (ما) زائدة ، ويقرأ بالرفع على أنه صفة (حَقٌ) لأنه نكرة : لأنه لا يكتسي التعريف بالإضافة إلى المعرفة وهي (أَنَّكُمْ) لأن وجوه التماثل بين الشيئين كثيرة غير محصورة.
البلاغة :
(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) مجاز مرسل ، أطلق الرزق ، وأراد المطر ، لأنه سبب الأقوات. (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ) فيه تأكيد الخبر بالقسم وإنّ واللام ، وهذا النوع من التأكيد الإنكاري ، لأن المخاطب منكر لذلك.