وهذا يدل على أن الله تعالى يسّر على هذه الأمة حفظ كتابه ليذكّروا ما فيه ، فهل من قارئ يقرؤه ، ومتذكر متعظ يتذكّر به ويتعظ؟ وكرر ذلك في هذه السورة للتنبيه والإفهام ، كما تقدم.
ـ ٢ ـ
قصة عاد قوم هود عليهالسلام
(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢))
الإعراب :
(رِيحاً صَرْصَراً) صرصر : أصله صرّر ، إلا أنه اجتمعت ثلاث راءات ، فأبدلوا من الراء الثانية صادا ، كما قالوا : رقرقت ، وأصله رققت ، فاجتمع فيه ثلاث قافات ، فأبدلوا من القاف الوسطى راء ، هربا من الاستثقال.
(أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) إنما ذكر (مُنْقَعِرٍ) لأن النخل يذكر ويؤنث ، ولهذا قال في موضع آخر : (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحاقة ٦٩ / ٧]. والقاعدة : كل ما كان الفرق بين واحده وجمعه من أسماء الأجناس الهاء ، نحو النخل والشجر والسدر ، فإنه يجوز فيه التذكير والتأنيث.
البلاغة :
(كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) تشبيه مرسل مجمل ، حذف منه وجه الشبه.
المفردات اللغوية :
(كَذَّبَتْ عادٌ) نبيّهم هودا عليهالسلام ، فعذبوه. (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله ، أو إنذاري لمن بعدهم في تعذيبهم. (صَرْصَراً) شديدة الصوت والبرد. (نَحْسٍ) شؤم. (مُسْتَمِرٍّ) دائم شؤمه حتى أهلكهم. (تَنْزِعُ النَّاسَ) تقلعهم من أماكنهم ،