٩ ـ إن الهدف من القصة هو العبرة والعظة ، والقرآن الكريم سهّله الله للاتعاظ والاعتبار ، ولكن ما أكثر المواعظ والعبر ، وأقل الاعتبار. وقد كرر تعالى بيان ذلك للتنبيه والتأكيد.
ـ ٥ ـ
قصة آل فرعون
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢))
المفردات اللغوية :
(آلَ فِرْعَوْنَ) قومه معه ، واكتفى بذكرهم دونه للعلم بأنه القائد وأنه أولى بذلك. (النُّذُرُ) الإنذارات على لسان موسى وهارون ، فلم يؤمنوا. (كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها) أي بل كذبوا بالآيات التسع التي أوتيها موسى عليهالسلام. (فَأَخَذْناهُمْ) بالعذاب. (أَخْذَ عَزِيزٍ) قوي لا يغالب ولا يغلب. (مُقْتَدِرٍ) قادر لا يعجزه شيء.
التفسير والبيان :
هذه قصة خامسة بإيجاز ، أخبر الله بها عن تكذيب فرعون وقومه بالرسل ، فقال :
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) أي والله لقد جاءت الإنذارات والبشائر فرعون وقومه من طريق موسى وهارون ، الإنذار بالعذاب إن كفروا ، والبشارة بالجنة إن آمنوا. والفرق بين الآل والقوم : أن القوم أعم من الآل ، فالقوم : كل من يقوم الرئيس بأمرهم ويأتمرون بأمره ، والآل : كل من يؤول إلى الرئيس خيرهم وشرهم ، أو يؤول إليهم خيره وشره.