توبيخ المشركين من كفار قريش وبيان جزاء المجرمين والمتقين
(أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥))
الإعراب :
(أَمْ يَقُولُونَ : نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ نَحْنُ) : مبتدأ ، (جَمِيعٌ) : خبره ، و (مُنْتَصِرٌ) : خبر لمحذوف تقديره : أمرنا أو جمعنا.
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ كُلَ) : بالنصب بتقدير (خلقنا) وذلك يدل على العموم واشتمال الخلق على جميع الأشياء ، ولا يجوز أن يكون (خلقنا) صفة (شَيْءٍ) لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف. وتقرأ (كُلَ) بالرفع على الابتداء ، و (خَلَقْناهُ) : خبره ، لكن لا يكون (كُلَ) حينئذ متمحضا للعموم ، لأن المعنى : إنا كل شيء مخلوق لنا بقدر ، فيحتمل أن يكون هاهنا ما ليس بمخلوق من الأشياء ، بخلاف حالة النصب ، فإنه لا يحتمل إلا العموم. و (بِقَدَرٍ) : حال من (كُلَ) ، أي مقدرا.
البلاغة :
(أَكُفَّارُكُمْ أَمْ يَقُولُونَ) الاستفهام إنكاري يقصد به النفي.
(بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) إطناب بتكرار لفظ الساعة لزيادة التخويف.