ومن المعلوم أن الطائرات في الفضاء كالسفن في البحار تحمل مئات الأطنان.
٧ ـ أردف الله تعالى بعد كل نعمة قوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) للتقرير بالنعم المختلفة المتعددة ، والتوبيخ على التكذيب بها ، كما تقدم بيانه ، ومجمل المذكور هنا وما قبله : هل يستطيع أحد إنكار بدء خلق الإنسان والجن ، وسلطان الله تعالى على المشرق والمغرب والشمس والقمر ، والنجم والشجر ، والزرع والحب ، والأنهار والبحار ، والدر والمرجان ، وخلق مواد السفن ، والإرشاد إلى أخذها وكيفية تركيبها وإجرائها في البحر ، بأسباب لا يقدر على خلقها وجمعها وترتيبها غيره سبحانه وتعالى. والإنسان وإن كان هو الصانع في الظاهر ، ولكن صنعه بإلهام الله وتوفيقه وهدايته وإرشاده.
فناء النعم والكون كله وبقاء الله تعالى
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٨) يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠))
البلاغة :
(وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) مجاز مرسل ، أي ذاته المقدسة ، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
المفردات اللغوية :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها) من على الأرض من إنسان وحيوان وموجودات ومصنوعات و (مَنْ) لتغليب العقلاء ، أو المراد : من الثقلين : الإنس والجن ، فالضمير على الصحيح يعود إلى الأرض.
(فانٍ) هالك. (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) أي ذاته. (ذُو الْجَلالِ) العظمة. (وَالْإِكْرامِ) الإفضال العام بأنعمه على المؤمنين. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) مما ذكرنا قبل ، ومن الإخبار بالفناء الذي يعقبه البقاء والحياة الأبدية.