موضوع هذه السورة كغالب السور المدنية بيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقيدة والإيمان ، والجهاد والإنفاق في سبيل الله ، والترفع عن مفاتن الدنيا ، وبيان أصول الحكم الإسلامي ، وكشف مخازي المنافقين ، وشرائع الأنبياء في الحياة الخاصة والعامة.
ابتدأت بالحديث عن صفات الله وأسمائه الحسنى ، وظهور آثار عظمته في خلق الكون. ثم دعت المسلمين إلى الإنفاق في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ، وإعزاز الإسلام ، ورفع مجده وشأنه.
وقارنت أثر هذه الدعوة إلى البذل والجهاد بين المؤمنين المجاهدين الذين يتميزون بأنوارهم في الآخرة ، وبين المنافقين الذين يبخلون ويجبنون ، ويتخبطون في ظلمات الجهل والكفر.
ثم أبانت السورة حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة ، فالدنيا دار الفناء واللهو واللعب ، والآخرة دار الخلود والبقاء والسعادة والراحة الكبرى ، وفي ذلك تحذير من الاغترار بالدنيا ، وترغيب في الآخرة والعمل من أجلها. ونصحت المؤمنين بالصبر على المصائب ، وذمت أهل الاختيال والكبر والبخلاء ، وحضّت على العدل وعمارة الكون ، وأبانت الغاية من بعثة الرسل الكرام ، وأمرت بتقوى الله ، واتّباع هدي الرسل والأنبياء.
وختمت السورة بالاعتبار بالأمم السابقة ، وبقصص نوح وإبراهيم وأحفادهم الرسل ، وبقصة عيسى بن مريم ، وموقف أتباعه من دعوته ، وأوضحت ثواب المتقين ، ومضاعفة أجر المؤمنين برسلهم ، وأبانت أن الرسالة اصطفاء من الله ، وفضل يختص به من يشاء من عباده.