فيجيبهم المؤمنون بقولهم : بلى ، قد كنتم معنا في الظاهر ، ولكنكم استعملتم أنفسكم في الفتنة ، وأهلكتموها بالنفاق والمعاصي والشهوات واللذات ، وتربصتم بالنبي صلىاللهعليهوسلم الموت ، وبالمؤمنين الدوائر ، وغرتكم الأباطيل ، حتى حضركم الموت ، وخدعكم بالله الشيطان.
٥ ـ أيأسهم الله تعالى من النجاة ، وأخبرهم بأنه لا يقبل منهم يوم القيامة فدية يدفعون بها العذاب عن أنفسهم ، ومقامهم ومنزلهم النار ، هي أولى بهم من كل منزل ، وساءت مرجعا ومصيرا.
خشية الله وجزاء المتصدقين والمؤمنين وجزاء الكافرين
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٩))
الإعراب :
(وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ ما) : اسم موصول بمعنى الذي في موضع جر بالعطف على قوله : (لِذِكْرِ اللهِ) ويجوز أيضا أن تكون مصدرية ، وتقديره : لذكر الله وتنزيل الحق و (وَلا يَكُونُوا) معطوف على (تَخْشَعَ).