والنصارى الذين بدلوا كلام الله ، واتبعوا آراءهم وأهواءهم ، وتركوا الدين الحق ، ولم تكن قلوبهم لسماع تذكير الله ووعظه.
وهذا نهي صريح للمؤمنين عن مشابهة أهل الكتاب الذين قطعوا الصلة الحقيقية بينهم وبين هدي الله فيما نزل من التوراة والإنجيل والذي لا يخالف ما نزل في القرآن. ولو بقي هذان الكتابان على حالهما ولم يندثرا لظهر التطابق التام بينهما وبين القرآن في أصول الدين والاعتقاد وأصول الشرائع.
٢ ـ إن سماع مواعظ الله وآياته يحيي القلوب الميتة ، ويلين النفوس القاسية ، كما أن الله يحيي الأرض الجدبة الهامدة ، ويلينها بالغيث ، ويجعل فيها الحركة والحيوية والحياة البهيجة.
٣ ـ إن الذين أنفقوا شيئا من أموالهم ، وتصدقوا به على الفقراء والبائسين بإخلاص ابتغاء رضاء الله ، يضاعف لهم ثواب أعمالهم ، ولهم الجنة.
٤ ـ المؤمنون بالله ورسله هم الصدّيقون الكاملون في الصدق ، إذ لا قول أصدق من التوحيد والاعتراف بالرسالة ، والصديقون يتلون الأنبياء ، والشهداء يتلون الصديقين ، والصالحون يتلون الشهداء ، وهؤلاء جميعا لهم الأجر العظيم. عند ربهم ، وهم الناجون يوم الحساب ، والخالدون في النعيم.
٥ ـ الكافرون بالله ورسله ، المكذبون بالرسل والمعجزات ، هم أصحاب النار المخلّدون فيها المعذبون فيها ، فلا أجر لهم ولا نور ، بل عذاب مقيم وظلمة دائمة ، لأنهم جمعوا بين الكفر وتكذيب الآيات.