ثم ذكر حال الآخرة ، فالناس فيها إما إلى عذاب شديد دائم لأعداء الله ، وإما إلى مغفرة من الله ورضوان لأوليائه وأهل طاعته ، وهو أعظم درجات الثواب.
ثم ختم الآية تأكيدا لما سبق بأن الحياة الدنيا مجرد متاع يغرّ ويخدع من أقبل عليها ، وهم الكفار ، أما المؤمنون فالدنيا لهم متاع بلاغ إلى الجنة.
٢ ـ إذا كان هذا شأن الدنيا وحال الآخرة ، فما على الناس إلا العمل للآخرة ، لذا أمر الله بالمسارعة بالأعمال الصالحة التي توجب المغفرة لهم من ربهم ، وتبوئهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، والجنة كعرض السماء والأرض لو وصل بعضها ببعض ، وقد خلقت وهيئت للذين صدّقوا بوجود الله ووحدانيته وبرسله.
وفي هذا تقوية للرجاء ، ودليل على أن الجنة مخلوقة جاهزة. لكن لا تنال الجنة ولا تدخل إلا برحمة الله تعالى وفضله ، والله صاحب الفضل الواسع الكثير. والمراد بهذه الجملة : التنبيه على عظم حال الجنة ، لأن ذا الفضل العظيم إذا أعطى عطاء مدح به نفسه ، فإنه لا بد وأن يكون ذلك العطاء عظيما.
تعلق المصائب بالقضاء والقدر وجناية البخلاء على أنفسهم
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤))