مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩))
الإعراب :
(... وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها .. إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ رَهْبانِيَّةً) منصوبة بفعل مقدر ، أي ابتدعوا رهبانية ابتدعوها. و (ابْتِغاءَ) مستثنى ب إلا من غير الجنس ، أو بدل من الضمير المنصوب في (كَتَبْناها).
(لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ .. لِئَلَّا) بكسر اللام على القراءة المشهورة ، وقرئ بفتحها وهي لغة لبعض العرب ، ولا : إما زائدة ، وهو الظاهر ، أو غير زائدة بمعنى : لئلا يعلم أهل الكتاب أن يفعل بكم هذه الأشياء من إيتاء الرحمة والمغفرة وجعل النور ، ليبين جهل أهل الكتاب ، وأن ما يؤتيكم الله من فضله لا يقدرون على إزالته وتغييره. وبعبارة أخرى : لئلا يعتقد أهل الكتاب أنه لا يقدر النبي والمؤمنون به على شيء من فضل الله ، ولا ينالونه.
المفردات اللغوية :
(وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) جعلنا النبوة في ذرية نوح وإبراهيم ، والكتاب الأربعة : التوراة والزبور والإنجيل والفرقان. (فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ) من الذرية أو من المرسل إليهم.
(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن الطريق المستقيم.
(قَفَّيْنا) اتبعنا أو جعلناهم تابعين متأخرين عنهم في الزمان ، يقال : قفّى أثره ، وقفّى على أثره : أتبعه. (الْإِنْجِيلَ) الكتاب الذي أنزل الله على عيسى عليهالسلام. (رَأْفَةً) هي دفع الشر باللطف واللين. (وَرَحْمَةً) جلب الخير والمودة بالحسنى. (وَرَهْبانِيَّةً) أو هبنة : هي الانقطاع للعبادة عن الناس ، واتخاذ الصوامع في الجبال وغيرها ، والامتناع عن لذيذ الطعام والشراب والزواج. (ابْتَدَعُوها) استحدثوها وليست في دينهم. (ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ) ما فرضناها عليهم ، أو ما أمرناهم بها. (إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) استثناء منقطع ، أي لكنهم ابتدعوها بقصد مرضاة الله. (فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها) أي لم يرعها الجميع ، فتركها كثير منهم ، وكفروا بدين عيسى ، ودخلوا في دين ملكهم. (فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) آتينا الذين آمنوا بعيسى الإيمان الصحيح والمحافظة على حقوقه. (مِنْهُمْ) من أتباعه. (فاسِقُونَ) خارجون عن حال الاتباع.