حبيبك يوما ما» (١).
فقوله تعالى : (عَسَى اللهُ ..) وعد من الله تعالى ، والله سبحانه قادر على تقليب القلوب ، وتغيير الأحوال ، وتسهيل أسباب المودة ، والله غفور لعباده رحيم بهم إذا تابوا وأسلموا ورجعوا إلى دينه وشرعه ومواعظه ، وهو سبحانه الذي ألّف بين القلوب بعد العداوة والقساوة ، فأصبحت مجتمعة متفرقة ، كما قال تعالى ممتنا على الأنصار : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ ، إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ، فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ، فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) [آل عمران ٣ / ١٠٣] وكذا قال لهم النبي صلىاللهعليهوسلم : «ألم أجدكم ضلّالا ، فهداكم الله بي ، وكنتم متفرقين فألّفكم الله بي»؟ وقال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ، إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال ٨ / ٦٣].
علاقة المسلمين بغيرهم
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩))
__________________
(١) رواه الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ، والطبراني عن عبد الله بن عمرو ، والدار قطني في الإفراد وابن عدي والبيهقي في الشعب عن علي ، والبخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن علي موقوفا ، وهو حديث حسن.