نزول الآية (٧ ، ٨):
أخرج البخاري كما تقدم وأحمد وغيرهما عن زيد بن أرقم قال : سمعت عبد الله بن أبي يقول لأصحابه : (لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) فلئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فذكرت ذلك لعمّي ، فذكر ذلك عمي للنبي صلىاللهعليهوسلم ، فدعاني النبي صلىاللهعليهوسلم ، فحدثته ، فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه ، فحلفوا ما قالوا ، فكذّبني ، وصدّقه ، فأصابني شيء لم يصبني مثله ، فجلست في البيت ، فقال عمي : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومقتك ، فأنزل الله : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) فبعث إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقرأها ، ثم قال : «إن الله قد صدّقك» (١).
وروى الترمذي أيضا عن زيد بن أرقم : أن أعرابيا نازع أنصاريا في بعض الغزوات على ماء ، فضرب الأعرابي رأسه بخشبة فشجّه ، فشكا إلى ابن أبيّ ، فقال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ، وإذا رجعنا إلى المدينة ، فليخرج الأعز الأذل. عنى بالأعز نفسه ، وبالأذل رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
المناسبة :
بعد بيان قبائح خصال المنافقين وهي الكذب والأيمان الكاذبة ، والصد عن سبيل الله ، والجبن ، وجمال الأجسام وضعف العقول ، وعداوة الله تعالى والرسول صلىاللهعليهوسلم ، ذكر تعالى أدلة تثبت كذبهم ونفاقهم من الواقع المشاهد ، كإعراضهم عن الاعتذار ، وتصميمهم بعد وقعة بني المصطلق (قبيلة يهود) على طرد المؤمنين من المدينة.
__________________
(١) وأخرجه الترمذي أيضا وقال : هذا حديث حسن صحيح.