ودلت الآية : (لا يُكَلِّفُ اللهُ ..) أيضا على أنه ينبغي للإنسان مراعاة حال نفسه في النفقة والصدقة ، جاء في الحديث : «إن المؤمن أخذ عن الله أدبا حسنا ، إذا هو سبحانه وسّع عليه وسّع ، وإذا هو عزوجل قتّر عليه قتّر» (١).
وعيد المخالفين ووعد الطائعين والتذكير بقدرة الله
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (٨) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (٩) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً (١١) اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (١٢))
الإعراب :
(الَّذِينَ آمَنُوا) نعت للمنادى أو بيان له.
(قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً ، رَسُولاً رَسُولاً) : منصوب بأحد خمسة أوجه : إما منصوب ب (ذِكْراً) على أنه مصدر ، أي : أن اذكر رسولا ، كانتصاب (يَتِيماً) في قوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ، يَتِيماً) [البلد ٩٠ / ١٤ ـ ١٥] أي أن أطعم يتيما ، أو منصوب بفعل مقدر ، أي وأرسل رسولا ، أو بتقدير : أعني ، أو أن يكون بدلا من (ذِكْراً) ويكون (رَسُولاً) بمعنى رسالة ، وهو بدل الشيء من الشيء نفسه ، أو منصوب على الإغراء ، بتقدير : اتبعوا رسولا.
__________________
(١) تفسير الألوسي : ٢٨ / ١٤٠