بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة المجادلة
مدنيّة ، وهي اثنتان وعشرون آية.
هذه السورة مدنية على الصحيح ، وروي عن الكلبي أنه قال : نزلت كلها بالمدينة إلا قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ..) فإنها نزلت بمكة. وعن عطاء : العشر الأول منها مدني ، وباقيها مكي.
تسميتها :
سميت سورة المجادلة ، لافتتاحها بقوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ..) وهذه المرأة هي خولة امرأة أوس بن الصامت.
مناسبة السورة لما قبلها :
تتضح صلة هذه السورة بما قبلها من وجوه ثلاثة هي :
١ ـ ذكر في مطلع سورة الحديد صفات الله الجليلة ، ومنها الظاهر والباطن ، والعالم بما يلج في الأرض وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وهو مع خلقه أينما كانوا ، وذكر في مطلع هذه السورة ما يدل على ذلك وهو سماع قول المجادلة التي تشتكي إلى الله ، ولهذا قالت عائشة رضياللهعنها حين نزلت : «سبحان الذي وسع سمعه الأصوات ، إني في ناحية البيت لا أعرف ما تقول» (١) أي المجادلة.
__________________
(١) أخرجه سعيد بن منصور والبخاري تعليقا ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، بلفظ «الحمد لله ..».