سبب النزول :
نزول الآية (١):
(سَبَّحَ لِلَّهِ) : أخرج البخاري عن ابن عباس قال : سورة الأنفال نزلت في بدر ، وسورة الحشر نزلت في بني النضير.
وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت : كانت غزوة بني النضير ، وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر ، وكان منزلهم ونخلهم في ناحية المدينة ، فحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى نزلوا على الجلاء ، وعلى أن لهم ما أقلّت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة وهي السلاح ، فأنزل الله فيهم : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
وروي أنه صلىاللهعليهوسلم ، لما قدم المدينة ، صالح بني النضير على ألا يكونوا له ولا عليه ، فلما ظهر على المشركين يوم بدر ، قالوا : إنه النبي المبعوث ـ في التورية بالنصرة ـ فلما هزم المسلمون يوم أحد ، ارتابوا ونكثوا ، وخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكة ، وحالفوا أبا سفيان ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم محمد بن مسلمة أخا كعب من الرضاعة ، فقتله غيلة ، ثم صبّحهم بالكتائب ، وحاصرهم ، حتى صالحوه على الجلاء ، فجلا أكثرهم إلى الشام ، ولحقت طائفة بخيبر والحيرة ، فأنزل الله : (سَبَّحَ لِلَّهِ) إلى قوله : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
ويوضح ذلك ما قاله المفسرون : نزلت هذه الآية في بني النضير ، وذلك أن النّبي صلىاللهعليهوسلم لما قدم المدينة ، صالحه بنو النضير على ألا يقاتلوه ولا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه ، وقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذلك منهم ، فلما غزا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدرا ، وظهر على المشركين ، قالت بنو النضير : والله ، إنه النّبي الذي وجدنا نعته في التوراة ، لا تردّ له راية ، فلما غزا أحدا ، وهزم المسلمون ، نقضوا العهد ، وأظهروا العداوة