(قَمْطَرِيراً) شديد العبوس والهول مظلما. (فَوَقاهُمُ) دفع عنهم بسبب خوفهم وتحفظهم منه. (وَلَقَّاهُمْ) أعطاهم. (نَضْرَةً) حسنا وبهاء. (وَسُرُوراً) حبورا. (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا) بصبرهم على أداء الواجبات واجتناب المحرّمات وإيثار الأموال. (جَنَّةً) بستانا يأكلون منه. (وَحَرِيراً) يلبسونه.
سبب النزول :
نزول الآية (٨):
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ ..) : أخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله : (وَأَسِيراً) قال : لم يكن النبي صلىاللهعليهوسلم يأسر أهل الإسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في العذاب فنزلت فيهم فكان النبي صلىاللهعليهوسلم يأمرهم بالإصلاح إليهم.
وقال مقاتل : نزلت في رجل من الأنصار أطعم في يوم واحد مسكينا ويتيما وأسيرا. وقال أهل التفسير : نزلت في علي وفاطمة رضياللهعنهما وجارية لهما اسمها فضة لكن القصة لم تصح.
قال القرطبي : والصحيح أنها نزلت في جميع الأبرار ومن فعل فعلا حسنا ؛ فهي عامة(١).
المناسبة :
بعد بيان أن الله هدى الناس إلى طريق الخير وطريق الشرّ ثم انقسامهم بعدئذ فريقين : شاكرا وكافرا ذكر تعالى على جهة الوعيد أنه أعد للكافرين قيودا ونارا وللمؤمنين الطائعين جنة فيها ألوان النعيم من المأكل والمشرب والملبس لتتم المقابلة أو المقارنة بين الجزاءين مع بيان العلة أو السبب لكل جزاء.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٩ / ١٣٠