يروى «على حين» بالخفض على الإعراب ، و «على حين» بالفتح على البناء ، وهو الأرجح ؛ لكونه مضافا إلى مبني ، وهو عاتبت (١).
والثاني : إذا كان المضاف إليه جملة فعلية فعلها معرب ، أو جملة اسمية ؛ فالأول كقوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) [المائدة ، ١١٩] ، فيوم : مضاف إلى ينفع ، وهو فعل مضارع ، والفعل المضارع معرب كما تقدم ، فكان الأرجح في
______________________________________________________
المضاف إليه ، كما يكتسب منه التذكير والتأنيث ، وبيان ذلك أن المضاف إذا كان مذكرا والمضاف إليه مؤنثا ، جاز في المضاف وجهان : أحدهما التذكير نظرا إلى أصله ، والثاني التأنيث نظرا إلى المضاف إليه ، وعليه جاء قول الشاعر ، وهو ذو الرمة :
مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت |
|
أعاليها مرّ الرّياح النّواسم |
الشّاهد فيه : قوله «تسفهت .. مر الرياح» حيث ألحق تاء التأنيث بالفعل الذي هو تسفهت المسند إلى مر الرياح ، والمر مذكر ، لكنه مضاف إلى الرياح وهي مؤنثة ، فاكتسب التأنيث من المضاف إليه.
ومثله قول الآخر ، وهو الأعشى ميمون بن قيس :
وتشرق بالقول الذي قد أذعته |
|
كما شرقت صدر القناة من الدّم |
حيث أنث «شرقت» المسند إلى «صدر» وصدر مذكر ، لكنه مضاف إلى القناة المؤنث ، فاكتسب منه التأنيث ، وكذلك العكس ، ومنه قوله تعالى في بعض تخريجاته (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ.)
ومثل ما أنشدناه من الشواهد قول جرير :
لمّا أتى خبر الزّبير تضعضعت |
|
سور المدينة والجبال الخشّع |
فقد ألحق تاء التأنيث بالفعل الذي هو تضعضعت مع أن فاعله مذكر وهو سور المدينة لكون هذا الفاعل مضافا إلى مؤنث.
ونظير هذه الشواهد قول الشاعر ، وينسب إلى مجنون ليلى :
وما حبّ الدّيار شغفن قلبي |
|
ولكن حبّ من سكن الدّيارا |
فقد أعاد ضمير النسوة على حب الديار مع أنه مذكر لكونه مضافا إلى مؤنث وهو الديار.
__________________
(١) هو في الحقيقة مضاف إلى جملة «عاتب» وفاعله ، ففي عبارة المؤلف هنا تسامح.