الزّمخشري والجوهري على أنه من باب قطام ، وأنه معدول عن المصدر وهو المسّ.
النوع الرابع : ما كان على فعال ، وهو علم على مؤنث ، نحو حذام وقطام ورقاش وسجاح ـ بالسين المهملة والجيم وآخرها حاء مهملة ـ اسم للكذّابة التي ادّعت النبوة ، وكساب : اسم لكلبة ، وسكاب : اسم لفرس.
وهذه الأسماء ونحوها للعرب فيها ثلاث لغات :
إحداها : لأهل الحجاز ، وهي البناء على الكسر مطلقا (١) ، وعلى ذلك قول الشاعر :
٣٨ ـ إذا قالت حذام فصدّقوها |
|
فإنّ القول ما قالت حذام |
والثانية : لبعض بني تميم ، وهي إعرابه إعراب ما لا ينصرف مطلقا.
______________________________________________________
٣٨ ـ هذا بيت من الوافر ، وقد قيل : إنه لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية ، والصواب كما في اللسان (مادة ر ق ش) أنه للجيم بن صعب والد حنيفة وعجل ، وحذام التي يذكرها في البيت هي امرأته ، والبيت قد أنشده ابن عقيل (رقم ١٦) المؤلف في أوضحه (رقم ٤٨) وفي كتابه قطر الندى (رقم ١) والأشموني في باب ما لا ينصرف.
اللّغة : «قالت» من القول ، «حذام» اسم امرأة الشاعر كما قلنا ، «صدقوها» انسبوها للصدق ، ولا تكذبوها ، ويروى في مكان هذه الكلمة «فأنصتوها» ومعناه استمعوا لها.
__________________
(١) اختلف النحاة في سبب بناء هذا النوع على الكسر في لغة الحجازيين ، فذهب سيبويه إلى أن العلة التي اقتضت بناءه هي أنه أشبه «نزال» في الصورة ، ونزال ـ كما قلنا من قبل ـ مبني لشبهه بالحرف شبها استعماليّا ، والشيء إذا أشبه الشيء أخذ حكمه وإن لم يشبهه في كل صفاته ، وذهب أبو العباس المبرد إلى أن سبب بناء هذا النوع هو اجتماع ثلاثة أسباب فيه من أسباب المنع من الصرف ، وقد علمنا أن وجود سببين منها يقتضي منعه من الصرف ، فوجود ثالث يستدعي زيادة على المنع من الصرف والتأنيث ، والعدل عن فاعله ، فحذام اسم امرأة بعينها فهو علم على مؤنث ، وهو معدول عن حاذمة ، وهذا الذي ذهب إليه المبرد ـ وإن روج له ـ ليس مستقيما أمام النظر السليم ، فإنا وجدنا من الأسماء ما اجتمع فيه أكثر من ثلاثة أسباب من موانع الصرف ولم يبنوه ، ومن ذلك «أذربيجان» فهذا علم : مؤنث ، مركب ، أعجمي ، فيه زيادة الألف والنون ، ولم يبنه أحد ممن تكلم به ، فعلمنا أن اجتماع ثلاثة أسباب أو أكثر لا يخرج الاسم عن المنع من الصرف إلى البناء ، وقد وجدنا «حذام» وأخواته مبنيّا على الكسر عند الحجازيين ، فلا بد أن يكون للبناء سبب اقتضاه ، وهو كما ذكره سيبويه مشابهته للمبني في وزنه.