ولا تستعمل «عل» مضافة أصلا ، ووقع ذلك في كلام الجوهري ، وهو سهو ، ولو أردت بعل علوّا مجهولا غير معروف تعيّن الإعراب ، كقوله :
٥٠ ـ * كجلمود صخر حطّه السّيل من عل*
أي : من مكان عال.
______________________________________________________
اللّغة : «ثنية» بوزن قضية ـ هي الطريق مطلقا ههنا ، وأصله الطريق في الجبل ونحوه ، ويطلق على الطريق الوعر ، وجمعه ثنايا ، مثل قضايا ، ومنه قول الشاعر :
أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا |
|
متى أضع العمامة تعرفوني |
ويريد بقوله «سددت عليك كل ثنية» أنه ضيق عليه الخناق ولم يمكنه من الإفلات ، «بني كليب» هم قوم جرير بن عطية الذي يهجوه ، ويريد بأنه أتاهم من عل أنه نزل عليهم كالقضاء الذي لا يتوقعونه ولا يعملون له حسابا.
الإعراب : «لقد» اللام موطئة للقسم ، وقد : حرف تحقيق ، «سددت» فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم ، «عليك» جار ومجرور متعلق بسد ، «كل» مفعول به لسد ، وكل مضاف ، و «ثنية» مضاف إليه ، «وأتيت» الواو عاطفة ، وما بعدها فعل وفاعل جملتهما معطوفة بالواو على جملة سددت ، «فوق» ظرف مكان منصوب على الظرفية ، والعامل فيه أتى ، وفوق مضاف و «بني» مضاف إليه ، مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، وبني مضاف ، و «كليب» مضاف إليه ، «من» حرف جر «عل» ظرف مكان مبني على الضم في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأتى.
الشّاهد فيه : قوله «من عل» فإن هذه الكلمة قد وردت في هذا البيت بالضم ؛ فدل ذلك على أنها مبنية ؛ لكون المراد بها معينا ، وإذ كان المراد بها معينا فإنه يستلزم أن يكون هناك مضاف إليه محذوف وهو منويّ من حيث المعنى ؛ إذ ليس في جوهر اللفظ ما يدل على التعيين ؛ فيكون كأنه قد قال : أتيت نحو بني كليب من فوقهم.
٥٠ ـ هذا عجز بيت من الطويل ، وهو من معلقة امرئ القيس بن حجر الكندي ، في وصف فرس ، وصدر البيت قوله :
* مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا*
وقد أنشد المؤلف هذا الشاهد في أوضحه (رقم ٣٥٠).
اللّغة : «مكر» أي : أنه يصلح للكر والإقدام به ، «مفر» أي : أنه يصلح للفر والهرب به من وجوه الأعداء ، والمراد بهاتين الكلمتين أنه سريع جدا ، «مقبل» أي : أنه حسن الإقبال ، «مدبر»