ثم قلت : وإمّا أن لا يطّرد فيه شيء بعينه ، وهو : الحروف كهل وثمّ وجير ومنذ ، والأسماء غير المتمكّنة ، وهي سبعة : أسماء الأفعال كصه وآمين وإيه وهيت ، والمضمرات كقومي وقمت وقمت وقمت ، والإشارات كذي وثمّ وهؤلاء وهؤلاء ، والموصولات كالّذي والتي والذين والأولاء فيمن مدّه وذات فيمن بناه وهو الأفصح ، إلا ذين وتين واللّذين واللّتين فكالمثنى ، وأسماء الشّرط وأسماء الاستفهام : كمن وما وأين ، إلا أيّا فيهما ، وبعض الظروف كإذ والآن وأمس وحيث مثلثا.
وأقول : لما أنهيت القول في المبنيات السبعة المختصة شرعت في بيان ما لا يختص ، وحصرت ذلك في نوعين ؛ أحدهما : الحروف ، وقدمتها لأنها أقعد في باب البناء ، والثاني : الأسماء غير المتمكنة ، وحصرتها في سبعة أنواع وفصّلتها ، ومثّلث كلا منها ، ورتبت أمثلة الجميع على ما يجب لها ؛ فبدأت بما بني على السّكون لأنه الأصل في البناء ، ثم ثنّيت بما بنى على الفتح لأنه أخف من غيره ، ثم ثلّثت بما بني على الكسر ، ثم ختمت بما بني على الضم.
فمثال ما بني على السكون من الحروف : هل وبل وقد ولم ، ومثال ما بني منها على الفتح : ثمّ وإنّ ولعلّ وليت ، ومثال ما بني على الكسر : جير ـ بمعنى نعم ـ واللام والباء في قولك «لزيد» و «بزيد» ولا رابع لهن ، الا «م الله» في لغة من كسر الميم ، وذلك على القول بحرفيتها ، ومثال ما بني منها على الضم : منذ في لغة من جرّ بها ، وقولهم في القسم «م الله» فيمن ضم الميم و «من الله» فيمن ضم الميم والنون ، ومن قال فيهما وفي «م الله» إنها محذوفة من قولهم «أيمن الله» فلا يصح ذكرها هنا ؛ فإنها على هذا القول من باب الأسماء ، لا من باب الحروف.
______________________________________________________
وقد اختلف العلماء أيضا في ضم «طلحة» وفتحه : أيهما أرجح؟ فذهب جمهور علماء البصرة إلى أن الفتح أرجح من الضم وأجود ، وقال ابن كيسان : إن الفتح أكثر في لسان العرب ، وذهب أبو العباس المبرد إلى أن الضم أرجح وأجود ، وقد أشار المؤلف إلى ذلك.