والثالثة : كل اسم إشارة تقدّم عليه حرف التنبيه ، نحو «هذاك» و «هاتاك» و «هاتيك».
ثم قلت : الرّابع الموصول ، وهو : ما افتقر إلى الوصل بجملة خبريّة أو ظرف أو مجرور تامّين أو وصف صريح ، والى عائد أو خلفه.
وأقول : الرّابع من أنواع المعارف : الموصول ، وهو عبارة عما يحتاج إلى أمرين :
أحدهما : الصّلة ، وهي واحد من أربعة أمور ؛ أحدها : الجملة ، وشرطها : أن تكون خبرية ، أي : محتملة للصدق والكذب ، تقول : «جاءني الّذي قام» و «الّذي أبوه قائم» ولا يجوز «جاء الّذي هل قام» أو «الّذي لا تضربه».
الثاني : الظرف ، والثالث : الجار والمجرور ، وشرطهما أن يكونا تامّين ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) [الأنبياء ، ١٩] ، واحترزت بالتامّين من الناقصين ، وهما اللذان لا تتم بهما الفائدة ؛ فلا يقال : «جاء الذي اليوم» ولا «جاء الذي بك» والرابع : الوصف الصريح ، أي : الخالص من غلبة الاسمية ، وهذا يكون صلة للألف واللام خاصة ، نحو «الضارب» و «المضروب» كما سيأتي.
والأمر الثاني : الضمير العائد من الصلة إلى الموصول ، نحو «جاء الذي قام أبوه» وشرطه : أن يكون مطابقا للموصول في الإفراد والتذكير وفروعهما ، وقد يخلفه الظاهر ، كقوله :
٦٧ ـ سعاد التي أضناك حبّ سعادا |
|
وإعراضها عنك استمرّ وزادا |
وحمل عليه الزّمخشريّ قول الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ
______________________________________________________
٦٧ ـ هذا بيت من الطويل ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، وقد أنشده الأشموني (رقم ٨٢).
اللّغة : «سعاد» اسم امرأة ، «أضناك» أورثك الضنى ، وهو المرض الذي كلما ظننت أنه برئ عاد ، «إعراضها» أراد به هجرانها وصدودها ، «استمر» دام واتصل ، وكلما ظننت أنها أقلعت عنه ظهر لك أنها لا تزال عليه ، «وزاد» يريد أنه لم يقف عند حد تحتمله وتقدر عليه.