بعضهم جوّز في هذا المفعول أن يرفع وصفه فيقول : «ضارب زيد عمرا الجاهل» لأنه نعت المرفوع في المعنى.
ومثّلت لنيابته عن الفاعل بقوله تعالى : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) [البقرة ، ٢١٠ ، وسورة هود ، الآية ٤٤] وأصله قضى الله الأمر ، فحذف الفاعل للعلم به ، ورفع المفعول به ، وغيّر الفعل بضم أوّله وكسر ما قبل آخره ، فانقلبت الألف ياء.
فإن لم يكن في الكلام مفعول به أقيم غيره : من مصدر ، أو ظرف زمان ، أو مكان ، أو مجرور.
فالمصدر كقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) [الحاقة ، ١٣] وقوله تعالى : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) [البقرة ، ١٧٨] وكون «نفخة» مصدرا واضح ، وأما «شيء» فلأنه كناية عن المصدر ، وهو العفو ، والتقدير ـ والله أعلم ـ فأيّ شخص من القاتل عفي له عفو ما من جهة أخيه ، والأخ هنا محتمل لوجهين : أحدهما : أن يكون المراد به المقتول ف «من» للسببية ، أي بسببه ، وإنما جعل أخا تعطيفا عليه وتنفيرا عن قتله ، لأن الخلق كلهم مشتركون في أنهم عبيد الله ؛ فهم كالإخوة في ذلك ، ولأنهم أولاد أب واحد وأم واحدة ؛ والثاني : أن المراد به وليّ الدّم ، وسمّي أخا ترغيبا له في العفو ، و «من» على هذا لابتداء الغاية ، وهذا الوجه أحسن ، لوجهين : أحدهما : أن كون «من» لابتداء الغاية أشهر من كونها للسببية ، والثاني : أن الضمير في قوله تعالى : (وَأَداءٌ إِلَيْهِ) راجع إلى مذكور في هذا الوجه دون الأول.
وظرف الزمان ، كقولك «صيم رمضان» وأصله صام الناس رمضان.
وظرف المكان ، كقولك «جلس أمامك» والدليل على أن الأمام من الظروف المتصرفة التي يجوز رفعها قول الشاعر :
٧٤ ـ فغدت كلا الفرجين تحسب أنّه |
|
مولى المخافة خلفها وأمامها |
فموضع «كلا» رفع بالابتداء ، و «خلفها» بدل منه ، و «أمامها» عطف عليه ،
______________________________________________________
٧٤ ـ هذا بيت من الكامل من معلقة لبيد بن ربيعة العامري التي مطلعها :
عفت الدّيار محلّها فمقامها |
|
بمنى تأبّد غولها فرجامها |