أحد إلا هند» فالفاعل في الحقيقة مذكر ، ويجوز التأنيث باعتبار ظاهر اللفظ ، كقوله :
٨٠ ـ ما برئت من ريبة وذمّ |
|
في حربنا إلّا بنات العمّ |
والدليل على جوازه في النثر قراءة بعضهم «إن كانت إلّا صيحة واحدة» [يس ، ٢٩] برفع (صيحة) وقراءة جماعة السلف «فأصبحوا لا ترى إلّا مساكنهم» [الأحقاف ، ٣٥] ببناء الفعل لما لم يسمّ فاعله ، وبجعل حرف المضارعة التاء المثناة من فوق.
وزعم الأخفش أن التأنيث لا يجوز إلا في الشعر ، وهو محجوج بما ذكرنا.
الحكم الخامس : إن عاملهما لا تلحقه علامة تثنية ولا جمع ، في الأمر الغالب ، بل تقول : قام أخواك ، وقام إخوتك ، وقام نسوتك ، كما تقول : قام أخوك ، ومن العرب من يلحق علامات دالة على ذلك ، كما يلحق الجميع علامة دالة على التأنيث ، كقوله :
______________________________________________________
٨٠ ـ هذا بيت من الرجز أو بيتان من مشطوره ، ولم أقف له على نسبة إلى قائل معين ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه في باب الفاعل (٢١٤) والأشموني كذلك (رقم ٣٦٦).
اللّغة : «برئت» خلت ، «ريبة» أصل الريبة الشك ، «ذم» ما تعاب به.
الإعراب : «ما» نافية ، «برئت» برئ : فعل ماض ، والتاء حرف دال على التأنيث ، «من ريبة» جار ومجرور متعلق ببرئ «وذم» معطوف على ريبة ، «في حربنا» الجار والمجرور متعلق ببرئ أيضا ، وحرب مضاف والضمير مضاف إليه ، «إلا» أداة حصر ، «بنات» فاعل برئ ، وهو مضاف و «العم» مضاف إليه.
الشّاهد فيه : قوله «ما برئت إلا بنات العم» ، حيث وصل الفعل بتاء التأنيث ، مع كونه مفصولا عن فاعله بإلا ، ودخول التاء في هذه الحال مرجوح ، على ما ذكره المؤلف تبعا لابن مالك ، وحكى ابن عقيل أن الجمهور لا يجيزون التأنيث في هذه الحال كما حكى المؤلف عن الأخفش أن التأنيث لا يجوز في غير ضرورة الشعر ، ولكن الذي تنصره الأدلة هو ما ذكر المؤلف ، ومن شواهد ذلك قول ذي الرمة :
طوى النّحز والأجراز ما في غروضها |
|
وما بقيت إلّا الضّلوع الجراشع |