وإعمال «لا» العمل المذكور لغة أهل الحجاز أيضا ، وأما بنو تميم فيهملونها ويوجبون تكريرها.
وأما «إن» فتعمل بالشروط المذكورة ؛ إلا أن اقتران اسمها بإن ممتنع ؛ فلا حاجة لاشتراط انتفائه ، وتعمل في اسم معرفة وخبر نكرة ، قرأ سعيد بن جبير رحمهالله : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) بتخفيف (إن) وكسرها لالتقاء الساكنين ، ونصب (عبادا) على الخبرية ، و (أَمْثالُكُمْ) على أنه صفة لعبادا ، وفي نكرتين ، سمع «إن أحد خيرا من أحد إلّا بالعافية» وفي معرفتين ، سمع «إن ذلك نافعك ولا ضارّك».
______________________________________________________
الإعراب : «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط ، «الجود» نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا لم يرزق الجود ، «لم» نافية جازمة ، «يرزق» فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الجود ، والجملة لا محل لها تفسيرية ، «خلاصا» مفعول ثان ليرزق ، والمفعول الأول هو نائب الفاعل ، «من الأذى» جار ومجرور متعلق بخلاص ، «فلا» الفاء واقعة في جواب إذا ، لا : نافية ، «الحمد» اسم لا مرفوع بها ، «مكسوبا» خبر لا النافية منصوب بها ، «ولا» الواو عاطفة ، لا : نافية أيضا ، «المال» اسم لا «باقيا» خبر لا ، وجملة لا الثانية مع اسمها وخبرها معطوفة على جملة لا الأولى واسمها وخبرها ، ولا محل لهما من الإعراب لوقوعهما جوابا لشرط غير جازم ومعطوفا عليه.
التمثيل به : في قوله «لا الحمد مكسوبا» وقوله «ولا المال باقيا» ، حيث أعمل لا النافية عمل ليس في الموضعين ، فرفع بها الاسم ونصب بها الخبر ، مع أن الاسم في الموضعين معرفة لأنه محلى بأل.
وقد اضطربت كلمة النحاة في هذا الموضوع ؛ فمنهم من منع أن يكون اسم «لا» النافية العاملة عمل ليس معرفة ، وحكم بأن ما جاء عن العرب الذين يصح الاستشهاد بكلامهم مما ظاهره ذلك فهو شاذ أو مؤول ، وما ورد عمن لا يجوز الاستشهاد بكلامهم كأبي الطيب المتنبي فهو خطأ ، وهذا هو مذهب الجمهور من النحاة ، ومنهم من أجاز القياس على ذلك ، ولكنه مع ذلك يعترف بأن الأكثر الأشهر أن يكون اسمها نكرة ، ومن هؤلاء العلامة المحقق أبو الفتح ابن جني والشريف أبو السعادات بن الشجري.
وقد اضطربت كلمة ابن هشام مؤلف كتابنا هذا ؛ فهو في بعض كتبه يجري على مذهب ابن الشجري وابن جني فيرى أن مجيء اسم لا معرفة قليل لا شاذ ، كما فعل في كتابه الذي معنا ، ويجري في بعض كتبه على أنه شاذ كما فعل في كتابه «قطر الندى» وهو في اضطرابه هذا تابع