يروى بفتح «إن» وبكسرها.
الثانية : بعد الفاء الجزائيّة ، كقوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام ، ٥٤] قرئ بكسر «إن» وفتحها.
الثالثة : في نحو «أوّل قولي إنّي أحمد الله» وضابط ذلك : أن تقع خبرا عن قول ، وخبرها قول كأحمد ونحوه ، وفاعل القولين واحد ، فما استوفى هذا الضابط كالمثال المذكور جاز فيه الفتح على معنى أول قولي حمد الله ، والكسر على جعل «أول قولي» مبتدأ ، و «إني أحمد الله» جملة أخبر بها عن هذا المبتدأ ، وهي مستغنية عن عائد يعود على المبتدأ ؛ لأنها نفس المبتدأ في المعنى ، فكأنه قيل : أول قولي هذا الكلام المفتتح بإني ، ونظير ذلك قوله سبحانه : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَ) [يونس ، ١٠] وقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «أفضل ما قلته أنا والنّبيّون من قبلي لا إله إلّا الله».
ثم قلت : التّاسع خبر «لا» الّتي لنفي الجنس ، نحو : «لا رجل أفضل من زيد» ، ويجب تنكيره كالاسم ، وتأخيره ولو ظرفا ، ويكثر حذفه إن علم ، وتميم لا تذكره حينئذ.
وأقول : التاسع من المرفوعات : خبر «لا» التي لنفي الجنس.
اعلم إن «لا» على ثلاثة أقسام :
أحدها : أن تكون ناهية ؛ فتختصّ بالمضارع وتجزمه ، نحو : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) [الإسراء ، ٣٧ ولقمان ، ١٨] (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) [الإسراء ، ٣٣] (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة ، ٤٠] وتستعار للدعاء فتجزم أيضا ، نحو : (لا تُؤاخِذْنا) [البقرة ، ٢٨٦].
الثاني : أن تكون زائدة دخولها في الكلام كخروجها ؛ فلا تعمل شيئا ، نحو :
______________________________________________________
الشّاهد فيه : قوله «إذا أنه عبد القفا» حيث روي فيه بوجهين : الأول بفتح همزة أن ، على اعتبار أنها مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر مبتدأ ، واختلف العلماء حينئذ في خبره ؛ فقال المبرد والأعلم : إذا ظرف وهو متعلق بمحذوف خبر ، وقال قوم منهم ابن مالك : إذا حرف وخبر المبتدأ محذوف ، والوجه الثاني بكسر همزة إن على تقدير أن ما بعدها جملة غير محتاجة إلى شيء.