ثم قلت : الخامس المفعول معه ، وهو : الاسم ، الفضلة ، التّالي واو المصاحبة ، مسبوقة بفعل أو ما فيه معناه وحروفه ، ك «سرت والنّيل» و «أنا سائر والنّيل».
وأقول : الخامس من المنصوبات : المفعول معه.
وإنما جعل آخرها في الذكر لأمرين ؛ أحدهما : أنهم اختلفوا فيه ، هل هو قياسي أو سماعي؟ وغيره من المفاعيل لا يختلفون في أنه قياسي ، والثاني : أنّ العامل إنما يصل إليه بواسطة حرف ملفوظ به ، وهو الواو ، بخلاف سائر المفعولات.
وهو عبارة عما اجتمع فيه ثلاثة أمور ؛ أحدها : أن يكون اسما (١) ، والثاني : أن
______________________________________________________
الخبر ، «فأفلح» الفاء عاطفة ، أفلح : فعل ماض ، «من» اسم موصول فاعل أفلح ، مبني على السكون في محل رفع ، «أمسى» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، «رفيق» خبر أمسى ، وهو مضاف و «محمد» مضاف إليه ، وجملة أمسى واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول ، «يا» حرف نداء واستغاثة ، «لقصي» اللام حرف جر ، قصي : مجرور باللام ، والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف نابت عنه يا ؛ أو بنفس يا ؛ على خلاف مشهور ، وجعل بعضهم يا حرف نداء ، واللام بقية آل ، منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، وقصي مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، «ما» اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ، «زوى الله» فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط ضمير محذوف منصوب بزوى ، والتقدير : أي شيء زواه الله ، «عنكم» جار ومجرور متعلق بزوى ، «به» جار ومجرور متعلق بزوى أيضا ، «من فعال» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «ما» الاستفهامية الواقعة مبتدأ على رأي سيبويه الذي يجيز مجيء الحال من المبتدأ ، أو حال من الضمير المنصوب بزوى العائد إلى ما ، «لا» نافية «تجازي» فعل مضارع مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على فعال ، والجملة في محل جر صفة لفعال ، «وسؤدد» معطوف على فعال.
__________________
(١) ومن شرط الاسم الذي يقع مفعولا معه : أن يكون اسما صريحا ، وخرج بذلك شيئان ، الأول : الاسم المؤول من أن المصدرية والفعل المضارع نحو «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» بنصب تشرب بأن المضمرة بعد واو المعية ، فلا يسمى الاسم المؤول مفعولا معه عند الجمهور ، خلافا لبعضهم ، والثاني : الجملة ، نحو «جاء محمد والشمس طالعة» فإن جملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال ، ولا تسمى عند الجمهور مفعولا معه ، وذكر في مغني اللبيب أن الصدر الفاضل تلميذ الزمخشري يسميها مفعولا معه ، وليس بشيء.