وحدّه في الاصطلاح ما ذكرت (١).
فقولي «وصف» جنس يدخل تحته الحال والخبر والصفة.
وقولي «فضلة» فصل مخرج للخبر ، نحو : «زيد قائم».
وقولي : «مسوق لبيان هيئة ما هو له» مخرج لأمرين :
أحدهما : نعت الفضلة من نحو : «رأيت رجلا طويلا» و «مررت برجل طويل» فإنه وإن كان وصفا فضلة لكنه لم يسق لبيان الهيئة ، وإنما سيق لتقييد الموصوف ، وجاء بيان الهيئة ضمنا.
والثاني : بعض أمثلة التمييز (٢) ، نحو : «لله دره فارسا» فإنه وإن كان وصفا فضلة لكنه لم يسق لبيان الهيئة ، ولكنه سيق لبيان جنس المتعجب منه ، وجاء بيان الهيئة ضمنا.
وقولي «أو تأكيده ـ إلى آخره» تمّمت به ذكر أنواع الحال.
والحاصل أن الحال أربعة أقسام : مبينة للهيئة ، وهي التي لا يستفاد معناها بدون ذكرها ، ومؤكدة لعاملها ، وهي التي لو لم تذكر لأفاد عاملها معناها ، ومؤكدة لصاحبها ، وهي التي يستفاد معناها من صريح لفظ صاحبها ، ومؤكدة لمضمون الجملة ، وهي الآتية بعد جملة معقودة من اسمين معرفتين جامدين ، وهي دالة على وصف ثابت مستفاد من تلك الجملة.
______________________________________________________
ونرى في ذلك التخريج من التكلف ومخالفة الظاهر ما يمنع من الأخذ به ، والرواية إما أن تكون على ما ذكرناه من رواية الديوان والتي قبلها ، وإما على ما يذكر هؤلاء مع التزام الإقواء ، والإقواء ـ وإن يكن عيبا من عيوب القافية بحيث يجب ألا يقع في شعر الفحول من الشعراء ـ قد وقع فيه الكثيرون من فحول شعراء الجاهلية ، كالنابغة الذبياني ، والكثيرون من شعراء صدر الإسلام ، فلا داعي إلى تنزيه الفرزدق في هذه الكلمة عنه بتكلف الأمور البعيدة.
__________________
(١) أما معناه في اللغة فهو «ما عليه الإنسان من خير أو شر».
(٢) هو ما كان الاسم الفضلة المنصوب مشتقا ، نحو «فارسا» في هذا المثال ، أما ما كان الاسم المنصوب فيه جامدا نحو «لله دره رجلا» فقد خرج عن الحد من أول الأمر لأنه ليس وصفا ، وبعض النحاة يجعل «فارسا» حالا لكونه مشتقا.