وأشرت بقولي «قبله» إلى أنه لا يجوز أن يقال «عطوفا زيد أبوك» ولا «زيد عطوفا أبوك».
ثم بينت أن الحال تارة يأتي من الفاعل ، وذلك كما [كنت] مثّلت به من قوله تعالى : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً) [القصص ، ٢١] فإن (خائفا) حال من الضمير المستتر في (خرج) العائد على موسى عليهالسلام.
وتارة يأتي من المفعول كما [كنت] مثلت به من قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) [النساء ، ٧٩] فإن (رسولا) حال من الكاف التي هي مفعول أرسلنا.
وأنه لا يتوقف مجيء الحال من الفاعل والمفعول على شرط.
وإلى أنها تجيء من المضاف إليه ، وأن ذلك يتوقف على واحد من ثلاثة أمور :
أحدها : أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه ، كما في قوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات ، ١٢] فميتا : حال من الأخ ، وهو مخفوض بإضافة اللحم إليه ، والمضاف بعضه ، وقوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) [الحجر ، ٤٧].
والثاني : أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه في صحة حذفه والاستغناء عنه بالمضاف إليه ، وذلك كقوله تعالى : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [البقرة ، ١٣٥] ف (حَنِيفاً) حال من (إِبْراهِيمَ) وهو مخفوض بإضافة الملة إليه ، وليست الملة بعضه ، ولكنها كبعضه في صحة الإسقاط والاستغناء به عنها ، ألا ترى أنه لو قيل : اتبعوا إبراهيم حنيفا ؛ صحّ ـ كما أنه لو قيل : أيحب أحدكم أن يأكل أخاه ميتا ، ونزعنا ما فيهم من غل إخوانا ـ كان صحيحا.
______________________________________________________
«يا» حرف نداء «للناس» اللام لام الاستغاثة ، وهي حرف جر ، الناس : مجرور باللام ، والجار والمجرور متعلق بالفعل الذي نابت عنه يا ، أو بنفس يا ، على الخلاف المشهور ، وجملة الاستغاثة معترضة بين المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب ، «من» حرف جر زائد ، «عار» مبتدأ مؤخر ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
الشّاهد فيه : قوله «معروفا» فإن هذه الكلمة حال أكدت مضمون الجملة التي قبلها.