يروى بنصب «الحمام» ورفعه ، على الإعمال والإهمال ، وذلك خاص بليت ، أما الإهمال فلأنهم أبقوا لها الاختصاص بالجملة الاسميّة فقالوا : «ليتما زيد قائم» ولم يقولوا : ليتما قام زيد ، وأما الإهمال فللحمل على أخواتها.
ثم قلت : ويخفّف ذو النّون منها : فتلغى لكنّ وجوبا ، وكأنّ قليلا ، وإنّ غالبا ، ويغلب معها مهملة اللام ، وكون الفعل التّالي لها ناسخا ، ويجب استتار اسم إنّ ، وكون خبرها جملة ، وكون الفعل بعدها دعائيّا أو جامدا أو مفصولا بتنفيس أو شرط أو قد أو لو ، ويغلب لكأنّ ما وجب لأنّ ، إلا أنّ الفعل بعدها دائما خبريّ مفصول بقد أو لم خاصّة.
واسم «لا» النّافية للجنس ، وإنما يظهر نصبه إن كان مضافا أو شبهه ، نحو : «لا غلام سفر عندنا» و «لا طالعا جبلا حاضر».
وأقول : يجوز في إنّ ولكنّ وكأنّ أن تخفّف ؛ استثقالا للتضعيف فيما كثر استعماله ، وتخفيفها بحذف نونها المحركة ؛ لأنها آخر.
ثم إن كان الحرف المخفف «إنّ» المكسورة جاز الإهمال والإعمال ، والأكثر الإهمال ، نحو : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(١) فيمن خفّف ميم (لما) وأما من
______________________________________________________
نصبه الفتحة الظاهرة «لنا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليت ، هذا كله على رواية نصب الحمام وما عطف عليه ، أما على رواية الرفع فما كافة لليت عن العمل ، واسم الإشارة في محل رفع مبتدأ ، والحمام : بدل منه ، مرفوع بالضمة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، «إلى حمامتنا» الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من اسم ليت ، وحمامة مضاف وضمير المتكلم المعظم نفسه أو معه غيره مضاف إليه ، «أو» عاطفة بمعنى الواو ، «نصفه» نصف : معطوف على اسم الإشارة ، ويروى مرفوعا ومنصوبا ؛ فهو على التوجيهين اللذين
__________________
(١) سورة الطارق ، الآية : ٤ ، وإعرابها «إن» مخففة من الثقيلة مهملة حرف دال على التوكيد ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، «كل» مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وكل مضاف و «نفس» مضاف إليه ، «لما» اللام هي الفارقة بين إن النافية وإن المؤكدة ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وما : زائدة ، «عليها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «حافظ» مبتدأ مؤخر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو كل.