أي : إلا أن تستقيم فلا أكسر كعوبها ، ولا يجوز أن يكون التقدير كسرت كعوبها إلى أن تستقيم ؛ لأن الكسر لا استقامة معه.
وأما الفاء والواو فينتصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدهما وجوبا بشرطين لا بد منهما :
أحدهما : أن تكون الفاء للسببية والواو للمعية ، فلهذا رفع الفعل في قوله :
١٤٨ ـ * ألم تسأل الرّبع القواء فينطق*
______________________________________________________
يستقم أبدا ، اه. ولا يخفى عليك أن هذه المعاني كلها مجازية ، وليست المعنى الذي وضع له اللفظ المستعمل.
الإعراب : «كنت» كان فعل ماض ناقص ، وضمير المتكلم اسمه ، مبني على الضم في محل رفع ، «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط ، «غمزت» فعل وفاعل ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، «قناة» مفعول به لغمز ، وقناة مضاف و «قوم» مضاف إليه ، «كسرت» فعل وفاعل ، «كعوبها» كعوب : مفعول به لكسر ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه ، والجملة لا محل لها جواب إذا ، وجملة الشرط وجوابه في محل نصب خبر كان ، «أو» حرف بمعنى إلا ، «تستقيما» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد أو ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى قناة قوم ، والألف للإطلاق.
الشّاهد فيه : قوله «أو تستقيما» حيث نصب الفعل المضارع ـ وهو قوله تستقيم ـ بأن المضمرة بعد أو التي بمعنى إلا ، وتلخيص المعنى : كسرت كعوبها في كل حال إلا في حال استقامتها.
١٤٨ ـ هذا صدر بيت من الطويل ، وعجزه قوله :
* وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق؟ *
والبيت من كلام جميل بن معمر العذري ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٥٠٢). وأنشده سيبويه (١ / ٤٢٢).
اللّغة : «القواء» الخالي من الأهل ، «بيداء» هي الصحراء ، وسميت بذلك لأنها تبيد من يسلكها ، أي تهلكه ، «سملق» بوزن جعفر ـ هي الأرض التي لا تنبت شيئا مطلقا.
الإعراب : «ألم» الهمزة للاستفهام الإنكاري ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لم : حرف نفي وجزم وقلب ، «تسأل» فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «الربع» مفعول به لتسأل ، «القواء» نعت للربع ، «فينطق» الفاء حرف دال على