ثم قلت : الثّاني المجرور بالإضافة ك «غلام زيد» ويجرّد المضاف من تنوين أو نون تشبهه مطلقا ، ومن التّعريف إلّا فيما مرّ ، وإذا كان المضاف صفة والمضاف إليه معمولا لها سمّيت لفظيّة وغير محضة ، ولم تفد تعريفا ولا تخصيصا ، ك «ضارب زيد» و «معطي الدّينار» و «حسن الوجه» ، وإلّا فمعنويّة ومحضة ، تفيدهما ، إلّا إذا كان المضاف شديد الإبهام كغير ومثل وخدن ، أو موضعه مستحقّا للنّكرة ك «جاء [زيد] وحده» و «كم ناقة وفصيلها لك» و «لا أبا له» فلا يتعرّف. وتقدّر بمعنى «في» نحو : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) و «عثمان شهيد الدّار» وبمعنى «من» في نحو : «خاتم حديد» ويجوز فيه النّصب في الثّاني وإتباعه للأول ، وبمعنى اللّام في الباقي.
وأقول : الثاني من أنواع المجرورات : المجرور بالإضافة.
والإضافة في اللغة : الإسناد ، قال امرؤ القيس :
١٦٤ ـ فلمّا دخلناه أضفنا ظهورنا |
|
إلى كلّ حارىّ جديد مشطّب |
______________________________________________________
الشّاهد فيه : قوله «بل بلد» حيث حذف حرف الجر ، الذي هو رب ، وأبقى عمله بعد بل ، وذلك قليل.
ومثله قول رؤبة بن العجاج أيضا.
* بل مهمه قطعت إثر مهمه*
١٦٤ ـ هذا بيت من الطويل من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي من قصيدته التي فاخر بها علقمة الفحل ، وقد سبق ذكر مطلعها من شرح الشاهد ٧٣ وقبل البيت قوله :
فقلنا لفتيان كرام : ألا انزلوا |
|
فعالوا علينا فضل ثوب مطنّب |
اللّغة : «عالوا» رفعوا ، «مطنب» مشدود بالحبال ، «أضفنا» أسندنا ، «الحاريّ» المنسوب إلى الحيرة ، وأراد رحالا تصنع بها ، «مشطب» مخطط.
الإعراب : «لما» ظرفية بمعنى حين تتعلق بقوله أضفنا الآتي ، وهي مبنية على السكون في محل نصب ، «دخلناه» فعل وفاعل ومفعول ، والجملة في محل جر بإضافة لما إليها ، «أضفنا» فعل وفاعل ، «ظهورنا» ظهور : مفعول به لأضاف ، وظهور مضاف والضمير مضاف إليه ، «إلى كل» جار ومجرور