الأمر ، نحو (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) [الطلاق ، ٧] و «لا» في النهي نحو (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة ، ٤٠] وقد يستعاران للدعاء ، كقوله تعالى : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزخرف ، ٧٧] (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا) [البقرة ، ٢٨٦].
(٢) وما يجزم فعلين ، وهو الإحدى عشرة الباقية ، وقد قسمتها إلى ستة أقسام :
أحدها : ما وضع للدلالة على مجرد تعليق الجواب على الشرط ، وهو إن وإذ ما ، قال الله تعالى : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ) [الأنفال ، ١٩] وتقول «إذ ما تقم أقم».
وهما حرفان ، أما إن فبالإجماع ، وأما إذ ما فعند سيبويه ، والجمهور ، وذهب المبرد وابن السراج والفارسي إلى أنها اسم.
وفهم من تخصيصي هذين بالحرفية أن ما عداهما من الأدوات أسماء ، وذلك بالإجماع في غير «مهما» وعلى الأصح فيها ، والدليل عليه قوله تعالى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ) [الأعراف ، ١٣٢] فعاد الضمير المجرور عليها ، ولا يعود [الضمير] إلا على اسم.
الثاني : ما وضع للدلالة على من يعقل ، ثم ضمّن معنى الشرط ، وهو من ، نحو (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء ، ١٢٣].
الثالث : ما وضع للدلالة على ما لا يعقل ، ثم ضمّن معنى الشرط ، وهو ما ، ومهما ، نحو قوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) [البقرة ، ١٩٧] ، (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ) [الأعراف ، ١٣٢] الآية.
الرابع : ما وضع للدلالة على الزمان ، ثم ضمّن معنى الشّرط ، وهو متى ، وأيّان ، كقول الشاعر :
١٦٨ ـ ولست بحلّال التّلاع مخافة |
|
ولكن متى يسترفد القوم أرفد |
وقول الآخر :
______________________________________________________
١٦٨ ـ هذا بيت من الطويل من كلام طرفة بن العبد البكري ، وهو البيت الرابع والأربعون من معلقته المشهورة التي مطلعها قوله :
لخولة أطلال ببرقة ثهمد |
|
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد |