و «شممت الطّيب» و «ذقت الطعام» و «سمعت الأذان» و «ولمست المرأة» وفي التنزيل (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ) [الفرقان ، ٢٢] (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ) [ق ، ٤٢] (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ) [الدخان ، ٥٦] (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) [النساء ، ٤٣].
الرابع : ما يتعدى إلى واحد تارة بنفسه وتارة بالجار ، كشكر ونصح وقصد ، تقول «شكرته» و «شكرت له» و «نصحته» و «نصحت له» و «قصدته» و «قصدت له» و «قصدت إليه» قال الله تعالى : (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) [النحل ، ١٤] (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) [لقمان ، ١٤] (وَنَصَحْتُ لَكُمْ) [الأعراف ، ٧٩ و ٩٢].
الخامس : ما يتعدى لواحد بنفسه تارة ولا يتعدى أخرى لا بنفسه ولا بالجار ، وذلك نحو فغر ـ بالفاء والغين المعجمة ـ وشحا ـ بالشين المعجمة والحاء المهملة ـ تقول : «فغر فاه» و «شحاه» بمعنى فتحه ، و «فغر فوه» و «شحا فوه» بمعنى انفتح.
السادس : ما يتعدى إلى اثنين ، وقسمته قسمين :
أحدهما : ما يتعدى إليهما تارة ولا يتعدى أخرى ، نحو نقص ، تقول : «نقص المال» و «نقصت زيدا دينارا» بالتخفيف فيهما ، قال الله تعالى : (ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) [التوبة ، ٤] وأجاز بعضهم كون (شيئا) مفعولا مطلقا ، أي : نقصا ما.
الثاني : ما يتعدى إليهما دائما ، وقسمته ثلاثة أقسام :
أحدها : ما ثاني مفعوليه كمفعول شكر ، كأمر واستغفر ، تقول : «أمرتك الخير» و «أمرتك بالخير» وسيأتي شرحهما بعد.
والثاني : ما أول مفعوليه فاعل في المعنى ، نحو : «كسوته جبّة» و «أعطيته دينارا» فإن المفعول الأول لابس وآخذ ، ففيه فاعلية معنوية.
الثالث : ما يتعدى لمفعولين أولهما وثانيهما مبتدأ وخبر في الأصل ، وهو أفعال القلوب المذكورة قبل ، وأفعال التصيير ، وشاهد أفعال القلوب قوله تعالى : (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) [الإسراء ، ١٠٢] (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) [الممتحنة ، ١٠] (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) [المزمل ، ٢٠] (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ) [النور ، ١١] (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) [الزخرف ، ١٩] أي : اعتقدوهم ، وقول الشاعر :