٢٣١ ـ * لقائل يا نصر نصر نصرا (١) *
وإن كان المنادى معربا تعين نصب التابع ، نحو : «يا عبد الله صاحب عمرو» و «يا بني تميم كلّهم» و «يا عبد الله أبا زيد».
وإذا وجب نصب المضاف التابع للمبني فنصبه تابعا لمعرب أحقّ ، قال الله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الزمر ، ٤٦] ففاطر : صفة لاسم الله سبحانه ، وزعم سيبويه أنه نداء [ثان] حذف منه حرف النداء ؛ لأن المنادى الملازم للنداء لا يجوز عنده أن يوصف ، وكلمة «اللهمّ» لا تستعمل إلا في النداء.
ثم قلت : باب ـ موانع الصّرف تسعة يجمعها قوله :
اجمع وزن عادلا أنّث بمعرفة |
|
ركّب وزد عجمة فالوصف قد كملا (٢) |
فالتّأنيث بالألف كبهمى وصحراء ، والجمع المماثل لمساجد ومصابيح ، كلّ منهما يستقلّ بالمنع ، والبواقي منها ما لا يمنع إلا مع العلميّة ، وهو التّأنيث كفاطمة وطلحة وزينب ؛ ويجوز في نحو : هند وجهان ، بخلاف نحو : سقر وبلخ وزيد لامرأة ، والتركيب المزجيّ كمعديكرب ، والعجمة كإبراهيم ، وما يمنع تارة مع العلميّة وأخرى مع الصّفة ، وهو العدل كعمر وزفر ، وكمثنى وثلاث وأخر مقابل آخرين ، والوزن كأحمد وأحمر ، والزّيادة ، كعثمان وغضبان ، وشرط تأثير الصّفة أصالتها وعدم قبولها التّاء ، فأرنب وصفوان بمعنى ذليل وقاس ، ويعمل وندمان من المنادمة منصرفة. وشرط العجمة كون علميّتها في العجميّة والزّيادة على الثّلاثة ، فنوح منصرف ، وشرط الوزن اختصاصه بالفعل كشمّر وضرب علمين ، أو افتتاحه بزيادة هي بالفعل أولى كأحمر وكأفكل علما.
وأقول : الأصل في الأسماء أن تكون منصرفة ـ أعني منوّنة تنوين التمكين ـ وإنّما
__________________
(١) قد سبق القول على هذا البيت قريبا بما لا تحتاج معه إلى إعادة شيء من القول عليه ، فانظره في (ص ٤٤٤) من هذا الكتاب.
(٢) هذا البيت لبهاء الدين بن النحاس النحوي ، وقبله قوله :
موانع الصّرف تسع إن أردت بها |
|
عونا لتبلغ في إعرابك الأملا |