والعامة تقول [تعالي] بكسر اللام ، وعليه قول بعض المحدثين :
٦ ـ * تعالي أقاسمك الهموم تعالي*
والصواب الفتح كما يقال : اخشي واسعي.
فلو لم تدل الكلمة على الطلب وقبلت ياء المخاطبة ، نحو : «تقومين وتقعدين» أو دلت على الطلب ولم تقبل ياء المخاطبة نحو : «نزال يا هند» بمعنى انزلي ؛ فليست بفعل أمر.
وعلامة المضارع : أن يقبل دخول «لم» كقولك «لم يقم ولم يقعد».
______________________________________________________
مقول القول ، «نوليني» نول : فعل أمر ، وياء المخاطبة فاعله ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم مفعول به ، وهذه الجملة في محل نصب بدل من الجملة السابقة أو توكيد لها «تمايلت» تمايل : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب إذا «عليّ» جار ومجرور متعلق بتمايل «هضيم» حال من الضمير المستتر في تمايل ، وجعله العلامة الأمير مفعولا به تنازعه كل من هاتي ونوليني ، وهو في غاية البعد ، وهضيم مضاف ، و «الكشح» ، مضاف إليه «ريا» حال ثانية ، وريا مضاف و «المخلخل» مضاف إليه.
الشّاهد فيه : قوله «هاتي» فإن اتصال ياء المؤنثة المخاطبة بهات مع دلالته على الطلب يدلان على أنه فعل أمر ، لأن ياء المخاطبة لا تتصل بغير الأفعال ، والدلالة على الطلب بنفس الكلمة من غير احتياج إلى خارج عنها لا يكون إلا بفعل الأمر.
واعلم أن «هاتى» فعل معتل الآخر على مثال قاضى يقاضي ، والأمر منه «هات» مثل قاض ، فإذا أمرت مفردا مذكرا قلت «هات» فيكون مبنيا على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها ، وإذا أمرت مفردة مؤنثة قلت «هاتي» فيكون مبنيا على حذف النون ، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل مبني على السكون في محل رفع كما تقول في الأمر من «باهى يباهي» «باه يا زيد» فتبنيه على حذف الياء ، و «باهي يا هند» فتنبيه على حذف النون.
٦ ـ هذا عجز بيت من الطويل لأبي فراس الحمداني ابن عم سيف الدولة أشهر ملوك بني حمدان ، من كلمة له يقولها وهو أسير في بلاد الروم ، وقد أنشد المؤلف هذا الشاهد نفسه في كتابه قطر الندى (رقم ٩) وصدر البيت مع بيتين سابقين عليه قوله :
أقول وقد ناحت بقربي حمامة : |
|
أيا جارتا لو تعلمين بحالي |
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النّوى |
|
ولا خطرت منك الهموم ببال |