وأما الثاني ـ وهو التمييز ـ فإنها فيه على أقسام خمسة :
أحدها : ما لا يحتاج لتمييز أصلا ، وهو الواحد والاثنان ، لا تقول : واحد رجل ولا اثنا رجلين ، وأما قوله :
٢٣٩ ـ * ... فيه ثنتا حنظل*
فضرورة.
والثاني : ما يحتاج إلى تمييز مجموع مخفوض ، وهو الثلاثة والعشرة وما بينهما ، تقول : «عندي ثلاثة رجال» و «عشر نسوة» وكذا ما بينهما ، ويستثنى من ذلك أن يكون التمييز كلمة «المائة» فإنها يجب إفرادها ، تقول : «عندي ثلاثمائة» ولا يجوز «ثلاث مئات» ولا «ثلاث مئين» إلا في ضرورة (١).
والثالث : ما يحتاج إلى تمييز مفرد منصوب ، وهو الأحد عشر والتّسعة والتّسعون وما بينهما ، نحو : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) [يوسف ، ٤] (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) [المائدة ، ١٢] (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ
______________________________________________________
٢٣٩ ـ هذه قطعة من بيت من بحر الرجز أنشده أبو عمرو ، وحكاه في اللسان مع أبيات من القطعة ونسبها إلى امرأة من غير أن يعينها ، وقد عينها جماعة منهم السيرافي بأنها الشماء الهذلية ، واستبعده البغدادي ، وقد استشهد بهذا البيت صاحب المفصل في المثنى وفي باب العدد ، كما استشهد به العلامة رضي الدين في شرح الكافية ، والبيت بكماله هكذا :
كأنّ خصييه من التّدلدل |
|
ظرف عجوز ، فيه ثنتا حنظل |
اللّغة : «خصييه» الخصيان : من أعضاء التناسل ، «التدلدل» الترهل ، «ظرف عجوز» وعاء من جلد ، «ثنتا حنظل» تريد حنظلتين.
الإعراب : «كأن» حرف تشبيه ونصب ، «خصييه» خصيي : اسم كأن ، منصوب بالياء لأنه مثنى ، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه ، «من التدلدل» جار ومجرور متعلق بكأن لما فيه من معنى التشبيه ، «ظرف» خبر كأن ، وظرف مضاف و «عجوز» مضاف إليه ، «فيه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «ثنتا» مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وثنتا مضاف و «حنظل» مضاف إليه.
__________________
(١) ومن ذلك قول الشاعر :
ثلاث مئين للملوك وفى بها |
|
ردائي ، وجلّت عن وجوه الأهاتم |