والحمد لله على إحسانه ، وقد أتيت على ما أردت إيراده في شرح هذه المقدمة ، ولله ـ سبحانه وتعالى ـ الحمد والمنّة ، وإياه إسأل أن يجعل ذلك لوجهه الكريم خالصا مصروفا ، وعلى النفع به موقوفا ، وأن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، وأن يدخلني برحمته في عباده الصالحين ، بمنّه وكرمه آمين ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.
قال المعتز بالله تعالى وحده أبو رجاء محمد محيى الدين ابن الشيخ عبد الحميد ابن ابراهيم ، المنذري :
أحمد الله الذي يمنّ على من يشاء من عباده ، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين وإمام المتقين ، سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وأحبابه ، وبعد ، فقد تم ما أردت من التعليق على شرح شذور الذهب لابن هشام في منتصف ليلة الخميس من شهر رمضان المعظم أحد شهور عام ١٣٥٥ من الهجرة النبوية ، وأنا أسأل الله أن يجعله مقربا إليه ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا ، ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلّا للذين آمنوا ، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والعاملين من أمته ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
ثم إنني ـ بعد أن نفدت جميع نسخه ، وكثر الإلحاح عليّ لإعادة نشره ـ قد راجعته مرة أخرى ، فرأيت أن أزيد في تعليقاتي زيادات أحببت ألا يغفل عنها طالب العلم ، وقدرت أول الأمر أن تكون هذه الزيادة قليلة ، ولكن مجال القول كان ذا سعة ، فجال القلم جولات صارت بها الزيادة أكثر من قدر الأصل ، وسميت شرحي هذا «منتهى الأرب ، بتحقيق شرح شذور الذهب» وإنّي لأرجو أن ينفع الله به ، وأن يجعله لنا عنده في ميزان الحسنات ، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا.
اللهم يا موفق الطائعين وفقنا لما تحب وترضى ، يا أرحم الراحمين.