عليه نحو : «زيد قائم» و «قام أخوك» بخلاف نحو : «زيد» ونحو «غلام زيد» ونحو «الّذي قام أبوه» فلا يسمّى شيء من هذا مفيدا ؛ لأنه لا يحسن السكوت عليه ، فلا يسمّى كلاما.
وأما معناه في اللغة فإنه يطلق على ثلاثة أمور :
أحدها : الحدث الذي هو التّكليم ، تقول «أعجبني كلامك زيدا» أي : تكليمك إيّاه ، وإذا استعمل بهذا المعنى عمل عمل الأفعال كما في [هذا] المثال وكقوله :
٨ ـ قالوا كلامك هندا وهي مصغية |
|
يشفيك؟ قلت : صحيح ذاك لو كانا |
أي تكليمك هندا (١) ؛ ف «كلامك» مبتدأ ومضاف إليه ، و «هندا» : مفعول (٢) ، وقوله «وهي مصغية» جملة اسمية في موضع نصب على الحال ، و «يشفيك» جملة
______________________________________________________
٨ ـ هذا بيت من بحر البسيط ، ولم أقف لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين ، وسينشده المؤلف مرة أخرى في باب إعمال اسم المصدر من هذا الكتاب ، للاستشهاد به على أن الكوفيين يرون إعمال اسم المصدر إذا كان قد وضع لغير الحدث ثم استعمل فيه كالكلام في البيت.
اللّغة : «مصغية» اسم فاعل فعله أصغى ، وتقول : أصغى فلان إلى حديث فلان ، إذا أمال أذنه إليه ليسمعه ، وذلك علامة الانصراف عما يشغله عنه ، «يشفيك» يذهب ما بك من سقام الحب وبرحاء العشق ، «كان» فعل ماض تام معناه حصل وحدث.
المعنى : سألني الناس عما إذا كان لقائي هندا ومحادثتي إياها في حال الانتباه لي والإصغاء إلى حديثي يكون سببا في زوال ما عراني من آلام العشق ، فأجبتهم : إن هذا لصحيح لو أنه حصل.
__________________
(١) وكلام في هذه الحالة يقال له «اسم مصدر» لأن اسم المصدر هو ما يدل على معنى المصدر ـ وهو الحدث ـ مع أنه نقص عن حروف مصدر فعله الذي يستعمل معه ، ومن أمثلته : سلم سلاما ، وأعطى عطاء ، وتوضأ وضوءا ، واغتسل غسلا ، وأطاع طاعة ، وأجاب إجابة ، واهتدى هدى ، وارتضى رضا ، فأنت ترى أن «سلاما» يدل على معنى المصدر الذي هو التسليم ، ولكنه ينقص عن حروف مصدر فعله الذي استعملته معه وهو سلم ، وكذلك العطاء والوضوء وكل ما ذكرنا من الأمثلة ونحوها.
(٢) القول بأن «هندا» مفعول به لكلام الذي هو اسم مصدر هو القول الراجح وهو اختيار ابن مالك ، وأصله مذهب الكوفيين.