بأفضل منه» وقال الله تعالى : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) [النساء ، ٨٦] (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ) [سبأ ، ١٢] (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) [النساء ، ١٦٢].
ويستثنى من قولنا «ما لا ينصرف» مسألتان يجر فيهما بالكسرة على الأصل ؛ إحداهما : أن يضاف ، والثانية : أن تصحبه الألف واللام ، تقول : مررت بأفضل القوم وبالأفضل ، وقال الله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين ، ٤].
اللّام جواب القسم السابق في قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) [التين ، ١] وما بعدهما ، و (قد) لها أربعة معان ، وذلك أنها تكون حرف تحقيق ، وتقريب ، وتقليل ، وتوقّع ، فالتي للتحقيق تدخل على الفعل المضارع نحو : (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) [النور ، ٦٤] أي يعلم ما أنتم عليه حقّا (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) [البقرة ، ١٤٤] وعلى الماضي نحو : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) [التين ، ٤] الآية ؛ وكذا حيث جاءت [قد] بعد اللام فهي للتحقيق ، والتي للتقريب تختص بالماضي نحو قول المؤذن «قد قامت الصّلاة» أي قد حان وقتها ، ولذلك يحسن وقوع الماضي موضع الحال إذا كان معه قد ، كقولك : رأيت زيدا قد عزم على الخروج ، أي عازما عليه ، والتي للتقليل تختص بالمضارع ، كقولهم : «قد يصدق الكذوب» ، و «قد يعثر الجواد» [أى : ربما صدق الكذوب ، وربما عثر الجواد] ، والتي للتوقّع تختص بالماضي ، قال سيبويه : وأما «قد فعل» فجواب «هل فعل» ؛ لأن السائل ينتظر الجواب : أي يتوقّعه ، وقال الخليل : هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر ، يريد أنّ الإنسان إذا سأل عن فعل أو علم أنه يتوقّع أن يخبر به قيل : قد فعل ، وإذا كان الخبر مبتدأ قال : فعل كذا وكذا ، ولم يأت بقد ، فاعرفه.
__________________
الفعل أنه لا ينون وأنه لا يجر ، فلما حمل الاسم ذو العلتين أو ذو العلة الواحدة التي تقوم مقام العلتين على الفعل أعطيناه من أحكام الفعل امتناعه من الجر وامتناعه من التنوين ، ما لم يعارض هذا الشبه شيء من خصائص الأسماء ، ولهذا تجدهم جروا هذا الاسم بالكسرة حين تلحقه أل أو حين يضاف ، وذلك لأن الاقتران بأل والإضافة كلاهما من خصائص الاسم ، فافهم هذا وكن منه على ثبت ، وسيأتي لهذا الكلام مزيد بيان في باب الاسم الذي لا ينصرف ، فارتقبه.