أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) [البقرة ، ١٦٧] (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) [هود ، ١٤٤] ، ونظائر ذلك كثيرة.
وألحق بهذا الجمع «أولات» فينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، وإن لم يكن جمعا ، وإنما هو اسم جمع ؛ لأنه لا واحد له من لفظه ، حمل على جمع المؤنث ، كما حمل «أولو» على جمع المذكر كما سيأتي ، قال الله تعالى : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ) [الطلاق ، ٦] ، «كنّ» كان واسمها ، و «أولات» خبرها ، وعلامة نصبه الكسرة.
ثم قلت : الثّالث «ذو» بمعنى صاحب ، وما أضيف لغير الياء من «أب» و «أخ» و «حم» و «هن» و «فم» بغير ميم ؛ فإنها تعرب بالواو والألف والياء.
وأقول : الباب الثالث مما خرج عن الأصل : الأسماء الستة المعتلّة المضافة إلى غير ياء المتكلم ؛ فإنها ترفع بالواو نيابة عن الضمة ، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة ، وتخفض بالياء نيابة عن الكسرة.
وشرط الأول منها ـ وهو ذو ـ أن يكون بمعنى صاحب ، تقول : «جاءني ذو مال» و «رأيت ذا مال» و «مررت بذي مال» قال الله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ) [الرعد ، ٦] ، وقال تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ) [القلم ، ١٤] ، وقال تعالى : (إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) [المرسلات ، ٣٠] ، فوقع «ذو» في الأول خبرا لإنّ فرفع بالواو ، وفي الثاني خبرا لكان فنصب بالألف ، وفي الثالث صفة لظلّ فجرّ بالياء ؛ لأن الصفة تتبع الموصوف.
وإذا لم يكن «ذو» بمعنى صاحب كان بمعنى الذي ، وكان مبنيّا على سكون الواو ، تقول : «جاءني ذو قام» و «رأيت ذو قام» و «مررت بذو قام» وهي لغة طيئ ، على أن منهم من يجريها مجرى التي بمعنى صاحب فيعربها بالواو والألف والياء (١) ؛
__________________
(١) وجاء على هذه اللغة قول الشاعر :
فإمّا كرام موسرون لقيتهم |
|
فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا |
أي يكفيني من الذي عندهم ما كان قدر الكفاية ، وذلك على رواية من روى «فحسبي من ذي عندهم» بالياء ، ومن الرواة من يرويه «فحسبي من ذو عندهم» بالواو على المشهور الشائع من لغتهم.