ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الكسرة والفتحة ، تقول : جاء الزّيدون والمسلمون ، ومررت بالزّيدين والمسلمين ، ورأيت الزّيدين والمسلمين ، وإنما مثلت بالمثالين ليعلم أن هذا الجمع يكون في أعلام العقلاء وصفاتهم.
فإن قلت : فما تصنع في (الْمُقِيمِينَ) من قوله تعالى في سورة النساء : (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) [النساء ، ١٦٢] فإنه جاء بالياء ، وقد كان مقتضى قياس ما ذكرت أن يكون بالواو ؛ لأنه معطوف على المرفوع ، والمعطوف على المرفوع مرفوع ، وجمع المذكر السالم يرفع بالواو كما ذكرت؟ وما تصنع ب (الصَّابِئُونَ) من قوله تعالى في
__________________
والمعنى مثل فاطمة ورقية ، أم كان مؤنثا في اللفظ فقط مثل طلحة وحمزة ، وفي هذا خلاف بين الكوفيين والبصريين ، فالكوفيون ينظرون إلى معناه فيجيزون جمعه جمع المذكر السالم بعد حذف تائه ، والبصريون ينظرون إلى لفظه فيمنعون جمعه هذا الجمع ، أم كان مؤنثا في المعنى فقط نحو زينب ، وقيل له «السالم» لأن لفظ المفرد المجموع هذا الجمع ، لم يتغير بنوع من التغيير الذي يحدث في جمع التكسير نحو زيد وزيود وكتاب وكتب.
ثم إن الجمع أربعة أنواع ، الأول جمع التكسير للمذكر مثل رجال ومساجد ، والثاني : جمع التكسير للمؤنث مثل زيانب ، وصوامع ، وهذان يعربان بالحركات الظاهرة أو المقدرة مثل جرحى وعذارى ، والثالث :
جمع المؤنث السالم ، وقد مضى الكلام فيه ، والرابع جمع المذكر السالم ، وهذا هو موضوع الكلام في هذا المكان.
إذا علمت هذا فاعلم أنه لا يجمع هذا الجمع إلا ما كان علما أو صفة ، وأنه يشترط فيما يجمع هذا الجمع شروط عامة يشترك فيها العلم والصفة جميعا ، كما يشترط فيه شروط تختص بالعلم وشروط تختص بالصفة.
فأما الشروط العامة التي يشترك فيها النوعان فثلاثة ، الأول : أن يكون لمذكر نحو زيد وكاتب ، والثاني : أن يكون لعاقل فلا يجمع هذا الجمع ما كان لغير عاقل نحو واشق وصاهل ، والثالث : أن يكون خاليا من تاء التأنيث.
وأما الشروط التي تختص بالعلم فاثنان :
الأول : ألا يكون مركبا تركيبا إسناديّا نحو «برق نحره» و «شاب قرناها» ولا مركبا تركيبا مزجيّا نحو سيبويه ومعديكرب ، فإن أردت جمع هذين النوعين فأت بلفظ صاحب أو بلفظ ذي الذي بمعنى صاحب فاجمعه كجمع المذكر السالم وأضفه إلى ما تريد ، فتقول «جاءني صاحبو تأبط شرّا ، أو ذوو تأبط شرّا ، وجاءني صاحبو معديكرب».
الشرط الثاني : ألا يكون معربا بحرفين ، نعنى ألا يكون مثنى ولا مجموعا جمع السلامة لمذكر أو لمؤنث.
وأما الشروط التي تختص بالصفة فاثنان ، الأول : ألا تكون على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء مثل أحمر وحمراء ، وأسود وسوداء ، والثاني : ألا يكون على وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى نحو سكران وسكرى ، وعطشان وعطشى ، فإن كان مؤنثه على فعلانة جمع هذا الجمع.