علة الجحود وكتابة الملائكة وانقسام الناس فريقين
(كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (١٢) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩))
الإعراب :
(يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ ... يَوْمَ) : بالنصب على البدل من (يَوْمَ الدِّينِ) [الآية : ١٥] الأول المنصوب. ويقرأ بالرفع على البدل من (يَوْمَ الدِّينِ)] [الآية : ١٨] المرفوع ، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هو يوم لا تملك.
البلاغة :
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ، كِراماً كاتِبِينَ) سجع مرصع ، ومثله : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ). والسجع : هو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير ، وهو ثلاثة أنواع : مطرف ومتوازي وترصيع.
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) بينهما مقابلة ، قابل بين الأبرار والفجار ، وبين النعيم والجحيم. وفيها سجع الترصيع : وهو أن يكون في إحدى الفقرتين مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية وهو من المحسنات اللفظية. والمقابلة من المحسنات المعنوية: وهي أن يؤتي معنيين متوافقين أو أكثر ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب ، فقد تكون بين اثنين أو ثلاثة أو أكثر.
(نَعِيمٍ) و (جَحِيمٍ) التنكير للتعظيم والتهويل.
(وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ، ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) إطناب بإعادة الجملة ، لتعظيم هول ذلك اليوم وبيان شدته.