وينظرون إليهم وهم يعذبون في النار وما يلقونه من النكال : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ..) [الآيات ٢٩ ـ ٣٦].
وعيد المطففين
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦))
الإعراب :
(كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) الهاء والميم : إما ضمير منصوب بالفعل ، وتقديره : كالوا لهم ووزنوا لهم ، فحذفت اللام ، فاتصل الفعل به ، وإما ضمير مرفوع مؤكد لواو الجماعة في الفعل. قال ابن كثير : والأحسن أن يجعل كالوا ووزنوا متعديا ، ويكون (هم) في محل نصب. وقال أبو حيان : كال ووزن مما يتعدى بحرف الجر ، فتقول : كلت لك ووزنت لك ، ويجوز حذف اللام كقولك : نصحت لك ونصحتك وشكرت لك وشكرتك.
(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ يَوْمَ) الثاني : إما منصوب بفعل مقدر ، دل عليه (مَبْعُوثُونَ) اي مبعوثون يوم يقوم الناس ، وإما بدل من موضع الجار والمجرور في قوله تعالى : (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ).
(أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ أَلا) هنا : ليست أداة استفتاح ، وإنما الهمزة للإنكار والتعجب ، و (لا) للنفي.
البلاغة :
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) تنكير (وَيْلٌ) للتهويل والتفخيم.
(يَسْتَوْفُونَ) و (يُخْسِرُونَ) بينهما طباق.