(خِتامُهُ مِسْكٌ) تشبيه بليغ ، أي كالمسك في الطيب والبهجة ، فحذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه.
المفردات اللغوية :
(كَلَّا) حقا ، أو ردع وزجر عن الباطل. (كِتابَ الْأَبْرارِ) ما يكتب من أعمال المؤمنين الصادقين في إيمانهم. (لَفِي عِلِّيِّينَ) لمثبت في ديوان الخير ، فهو إما أنه الكتاب الجامع لأعمال الخير من الملائكة ومؤمني الثقلين ، بدليل تفسيره بعدئذ : (وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ) وإما أنه مكان عال في الجنة. (وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ؟) ما أعلمك ما كتاب عليين. (كِتابٌ مَرْقُومٌ) مسطور بيّن الكتابة أو معلم بعلامة. (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) يحضرونه فيحفظونه ، وهم الملائكة. (لَفِي نَعِيمٍ) جنة.
(عَلَى الْأَرائِكِ) السرر أو الأسرّة في الحجال ، والحجال : جمع حجلة وهي كالقبة ، ولا تطلق الأريكة على السرير إلا إذا كان في حجلة وهي الكلّة. (يَنْظُرُونَ) ما أعطوا من نعيم يسرّهم. (نَضْرَةَ النَّعِيمِ) بهجة التنعم وحسنه وبريقه. (رَحِيقٍ) شراب خالص لا غش فيه ، وهو أجود الخمر غير المسكرة. (مَخْتُومٍ) ختم إناؤه بالمسك ، لا يفكه إلا الأبرار تكريما لهم. (خِتامُهُ مِسْكٌ) ختام إنائه المسك ، مكان الطين أو غيره. (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) فليتسارع أو فليستبق المتسابقون بالمبادرة إلى طاعة الله تعالى ، وليجاهدوا النفوس ، ليلحقوا بالركب المتقدم من العالمين المخلصين. وأصل التنافس : التنازع في الشيء بغية أن ينفرد به أحد المتنازعين دون غيره ، أي يضن به.
(وَمِزاجُهُ) ما يمزج به أو يخلط ، فالمزاج والمزج : الشيء الذي يمزج بغيره ، والمزج : خلط أحد الشيئين بالآخر. (تَسْنِيمٍ) عين من ماء تجري من الأعلى إلى الأسفل ، وهو أشرف شراب في الجنة. (يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) يشرب منها ، أو ضمن يشرب معنى يلتذ ، و (الْمُقَرَّبُونَ) هم الأبرار السابق ذكرهم.
المناسبة :
بعد بيان حال المطففين وحال الفجار المكذبين بيوم الدين ، وتبيين درجتهم يوم القيامة ، أتبعه ببيان حال الأبرار الذين آمنوا بالله ورسله واليوم الآخر ، وعملوا صالحا في الدنيا ، والتعريف بمنزلتهم عند الله ، وأن الله رصد أعمالهم في كتاب مرقوم هو (عِلِّيُّونَ) وأن لهم الجزاء الحسن على إحسانهم في الدنيا ، حتى